من يشك الناس بمصدر شهادته ويسوقون له الأدلة والبراهين للتأكيد على أنها وهمية ومضروبة لن يعترف لهم بسهولة وإنما سيحاول وبأي وسيلة إنكار إثباتاتهم جملة وتفصيلا وتبرير أفعاله حتى ولو اقتضى الأمر ابتداع خطط هجومية ضد من يعتبرهم خصومه بالكذب ومحاولة التمويه كعادة هذه النوعيات عندما تواجه بالحقائق فلا تجد سبيلا إلا انتهاج تلك الأساليب التي برعوا فيها وأتقنوها حتى استولوا اليوم على المناصب وامتهنوا العمل في القنوات الفضائية ولم يتركوا للمجتهدين شيئا إذ إنهم أطبقوا على كل شيء بما في ذلك البرامج الدينية وتفسير الأحلام وتنبؤات المناخ والبرامج الاجتماعية والأسرية والدورات التدريبية وفي ظل غفلة المجتمع حققوا كل ما يريدون ويا غافل لك الله .
شر البلية ما يضحك فأطرف ما في تبريرات بعض الحاصلين على الشهادات الوهمية عند مواجهتهم بالحقائق قولهم إنهم حصلوا على شهاداتهم ضمن برنامج الدراسة عن بعد من الجامعة الأمريكية في لندن وتحديدا من أحد فروعها في السعودية. بالنسبة لي لا أعرف أن لهذه الجامعة إن كانت موجودة على خريطة الجامعات العالمية فروعا في المملكة وربما يقصدون أحد دكاكينها أو أنهم قد اشتروا الشهادات من أحد باعة الأرصفة أو من أحد الباعة المتجولين, الغريب أن أحد هؤلاء يزبد ويرعد ويشكك في المعلومات التي تؤكد وهمية الجامعة!
أراد المغتصبون لحقوق غيرهم من المجتهدين الخروج من دائرة الاتهام فوقعوا في فخ الكذب وحاولوا تمرير كذبة التعليم عن بعد. كان السابقون لهم يكذبون يوم كان الناس في غفلة وغفوة وكانوا يحكون معاناتهم مع الدراسة ليمنحوا لشهاداتهم فيضا من الأهمية وهم الذين حصلوا عليها بالمراسلة أيام الحمام الزاجل أو البريد الزاحف، ثم تعللوا بنظام الانتساب، وجاء خلفهم اليوم ومع التقدم التقني المذهل ليخترعوا تبريرا لشهاداتهم وإلصاقها رغما عن الجميع في نظام التعليم عن بعد وهو اختراع يلقى رواجا واسعا لدى من لا يعرف أنظمة التعليم، أما العارفون ببواطن الأنظمة فلا ينطلي عليهم هذا الدجل المفضوح، ولمن لا يعرف نظام التعليم عن بعد ويخلط بينه وبين نظم أخرى تمنح الشهادة دون دراسة وتكتفي ببحث صفي صغير ودون مناقشة ولا اختبارات أقول له إن نظام التعليم عن بعد Distance Learning يقدم برامج ومحاضرات دراسية معتمدة في معظم الجامعات العالمية ولا يأتي بديلا للنظام التقليدي وإنما رافدا له، فأباحت الضرورة لوجود المتعلم في مكان بعيد عن الجامعة أن يتلقى التعليم وهو في مكانه يستقبل المحاضرات عبر الشبكات التلفزيونية أو الإنترنت عبر الغرف الافتراضية وهو غير معفى من حضور المحاضرات المبثوثة مباشرة أو المسجلة، وأداء الاختبارات في حرم الجامعة نهاية كل فصل دراسي أو نهاية كل عام حسب المتبع في كل جامعة. هذا هو نظام التعليم عن بعد الذي نعرفه أما نظام هؤلاء فهو أشبه ما يكون بنظام سلق البيض ادفع الفلوس واستلم الشهادة فورا وفي أحسن الأحوال يقدم بعضهم بحثا صغيرا لعله يشفع له أمام الناس دون خوف من الله.
لذلك وحتى لا يستشري هذا الداء الخطير نتمنى سرعة سن نظام صارم يجرم هؤلاء ويقضي بسحب كل الامتيازات التي ينعمون بها وحماية المجتمع من الغش والتزوير.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15