يتساهل البعض في الحديث عن أعراض اللاعبين وعن تصرفاتهم خارج الميدان، يتحدثون عن أشياء وخروج عن النص دون دواع لذلك، يتحدثون أيضا دون أن يكون لديهم أدلة على ما يتحدثون عنه، غير سمعتهم يقولونه!!
اللاعب مثله مثل غيره، له أهله وله أصدقاؤه وله حياته الخاصة وله أسراره التي لا يجوز لأحد الحديث عنها فضلاً عن الترصد لها والإطلاع عليها، مؤسف أن يكون بيننا في هذا المجتمع المسلم من يسابق الريح بحثا عن الزلات والحديث عن الهفوات، مؤسف أيضا أن يكون هناك إعلاميون يتحدثون عن حياة اللاعبين الخاصة وكأنهم يتحدثون عن تمريرة خاطئة أو قرار حكم ليس في محله!!
حياة اللاعب أو النجم الخاصة أيا كان شكلها ملك له، لا يجوز الحديث عنها بغير رضاه، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بقذف أو توجيه تهم ليست حقيقية، لكن البعض يصر على نشر كل غسيل على حبال الفضيحة، يحسب أنه قد حقق سبقا وحاز أولوية عندا يتحدث عن اللاعب وزيجته أو مشاكله أو علاقته.
اللاعب مثل المسئول لا يجوز الحديث عنه إلا في حدود مهنته وما يتعلق بها، عندما يخرج الأمر عن هذا النطاق، فهو يعطي انطباع عن عقلية المتحدث وطريقة تفكيره فقط.
إن من المؤلم أن يكون الحديث عن أعراض اللاعبين سهل إلى هذه الدرجة عند البعض رغم أن الشريعة الإسلامية قد صانتها وأكدت على حمايتها، وندبت إلى الذب عنها، جاء عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَن اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه إثمه في الدنيا والآخرة»، وأخرج الإمام أحمد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: مَن أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة.
في الفترة السابقة سمعنا عن عدد من القضايا التي تخص بعض لاعبي كرة القدم، وقرأنا مئات التعليقات التي ذهبت إلى الشماتة بهم، والتشهير بما حدث لهم، مؤلم أن يكون هدف البعض من الحديث عن قضايا اللاعبين هو التشهير بهم، دون النظر إلى مناصحتهم وتوجيه تنبيهات تناسب الحال والمقال لهم.
مؤسف أيضا أن يوجد من بيننا من يتصيد خطأ لاعب أو لاعبين وقبل أن يتثبت من مصداقية الرواية لكي يعممها على مجتمع اللاعبين بالكامل.
المجتمع الرياضي ونجومه مثلهم مثل أي مجتمع آخر، فيه الصالح وفيه دون ذلك، فيه المتعلم وفيه دون ذلك، فيه من يعرف مصلحته وكيف يحقق أهدافه وفيه دون ذلك، فيه من قدوة يحتذى بها، وفيه من هو دون ذلك.
o نصيحة: دعوا الخلق للخالق.
التحليل الرياضي والعودة إلى الوراء
تراجع مستوى التحليل الرياضي بشكل مثير خلال الفترة الماضية، وكشفت خليجي21 أننا نعيش في أزمة حقيقية مع التحليل الفني للمباريات، ويكفي أن تستمع إلى عدد من المحللين لمباراة واحدة لتكتشف كيف يشرق البعض ويغرب دون تقديم فائدة واحدة للمشاهدين أو المستمعين على حد سواء!!
من عجائب التحليل الرياضي: أن هناك محللين لا يعرفون أسماء اللاعبين ولا تشكيلة المنتخبات ومع ذلك يتحدثون عن طريقة اللعب وعن واجبات المدرب وكيف تكون ردة فعله!!
ومن عجائبه أيضا: أن بعض المحللين يخلط بين التحليل الفني وبين الحديث عن الحكام وبين الأمور الإدارية، وحتى طريقة تخطيط الملعب!!
ومن عجائبه أن محللين يتحدثون عن المدرب الفلاني وأنه لا يفقه في عالم التدريب وأنه ليس كل لاعب ناجح سابق يصلح أن يكون مدربا ناجحا.. فهل سأل هؤلاء أنفسهم عن التحليل وكيف دخلوه وهل هم ناجحون في طرق أبوابه!!
للأسف أن التحليل الفني أصبح شغله من لا شغل له.. فاللاعب السابق أصبح محللاً والإعلامي أصبح محللاً والإداري أصبح محللاً والمعلق أصبح محللاً والحكم أصبح محللاً، والأستديوهات ومعدوها جاهزون لتلقف أي بضاعة من أجل ملء ساعات البث الطوال، ولا يهم مدى جودتها ومدى قدرتها على صناعة الفارق.
التحليل الفني له أصوله وله قواعده... وعندما تتابع معظم الأستديوهات التحليلية لدينا تكتشف أنها تفتقد لهذا الأصول وتتجاهل كل هذه القواعد، وأنها لا تقدم أي مفيد في غالب الأحيان، لذا فقد هجر معظم المشاهدين متابعتها إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم له بعض ما يبحث عنه... وكل له ما يبحث عنه.
مراحل... مراحل
- المنتخب يحتاج الكثير حتى يعود إلى ما كان عليه قبل سنوات، والمسؤولية لا تقع بالكامل على اتحاد الكرة، فالأندية شريكة في صناعة العودة المنتظرة أيضا.
- في كل مباراة أتابعها في الدوري السعودي أصل إلى قناعة أن الكرة السعودية تعاني من أزمة حقيقية على مستوى الحراس وخط الدفاع.
- معظم أخطاء حراس المرمى والمدافعين بدائية وسهلة جدا، ولا أدري هل السبب هو ضعف التدريب أم ضعف الموهبة، أم هو خليط من هذه وتلك.
- بعض إدارات الأندية لا تعمل بشكل صحيح، ولا تعطي الفرصة لمن يريد أن يعمل بشكل صحيح!!
- الهلال قد ينافس محليا... ولكنه سيعاني كثيرا في الآسيوية في ظل أوضاعه الفنية الحالية.
- أحد ضيوف الفضائيات الدائمين والمتواجدين فيها طوال الـ24 ساعة يومياً، تابعته قبل يومين وكان خلال برنامج واحد يناقض نفسه، ويتكلم في آخر البرنامج ما يخالف ما قاله في أوله... مثل هذا هل تنتظرون منه تطويرا أو قول فائدة واحدة؟
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر