يُعدُّ عام 2012م عام انتعاش واستقرار لأسعار النفط في الأسواق العالميَّة استمرارًا لما كان عليه الوضع في السُّوق النفطية عام 2011م وبالرغم من استمرار أحداث الربيع العربي والعوامل الجويوسياسيَّة الكثيرة التي كانت تتفاقم بين الحين والآخر في منطقة الشرق الأوسط المكتظة بحقول النفط واستمرار العوامل الاقتصاديَّة السلبيَّة الممثلة باستمرار الأزمة الماليَّة في بعض دول الاتحاد الأوروبي التي لم تُحل بِشَكلٍّ نهائيٍّ حتَّى هذا الوقت وخصوصًا في اليونان وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والنمو الاقتصادي الخجول جدًا في دول منظمة التعاون وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكيَّة واليابان.
خلال هذه السنة شهد المعدل السنوي لسلة أوبك ارتفاعًا طفيفًا جدًا لم يتعد 2 دولار للبرميل حيث ارتفع من 107 دولار للبرميل كمعدل سعري لعام 2011م إلى فوق 109 دولارات للبرميل كمعدل سعري لعام 2012م وذلك بالرغم من الأزمة الإيرانية والحظر الغربي على النفط الإيراني والارتفاع الطفيف في الاستهلاك العالمي للنفط الذي لم يمثِّل أيّ تحدِّيًا للدول المنتجة والمصدرة للبترول داخل منظمة أوبك أو الدول الرئيسة المنتجة للنفط من خارج منظمة أوبك.
خلال هذه السنة استمرت أيْضًا -وكما كان متوقعًا منها- منظمة أوبك بقيادة المملكة العربيَّة السعوديَّة في دورها القيادى لتفادي أيّ نقص في الإمدادات النفطية العالميَّة لضمان استقرار أسعار النفط في الأسواق العالميَّة من خلال دعم إمدادات النفط وسد أيّ نقص طارئ من خلال توفير أو الحفاظ على سعة إنتاجيَّة إضافية تعطي طمأنينة لصناع السُّوق وتهمش دور المضاربة القائمة على الشائعات ومخاوف نقص الإمدادات النفطية خاصة في بورصة سنغافورة ولندن ونيويورك.
الأمر الذي يهمّنا أن ارتفاع أسعار البترول في عام 2012م مثَّل عاملاً كبيرًا ومهمًا في توفير سيولة زائدة للدول المنتجة والمصدرة للنفط وفي مقدَّمتها المملكة العربيَّة السعوديَّة أدَّت إلى توفير سيولة كبيرة دعمت مشروعات البنية التحتية الهائلة وأدَّت إلى وجود فائض كبير يقدر بمئات المليارات في الميزانية يمكن استثمارها لدعم اقتصادها على المدى البعيد.
يبقى توقعات الأسعار لهذه السنة الجديدة 2013م حيث يتحدث الكثير من المراقبين عن استمرار الأسعار فوق 100 دولار للبرميل بالرغم من استمرار العوامل الجيوسياسيَّة التي ذكرتها سابقًا وبالرغم من توقعات ارتفاع الطَّلب العالمي الطفيف على النفط الذي لن يمثِّل تحدِّيًا في الإمدادات، وبالرغم من الزخم الكبير الذي يشهده العالم المتمثِّل في تطوير حقول النفط الطيني بعيد المدى والزخم الكبير الذي تشهده صناعة الطَّاقة البديلة التي سوف تستمر في لعب دورها المهم المتمم للنفط والغاز التَّقْليدي. فلا أعتقد أن يَتمَّ حلّ ملف إيران النووي، ولا أعتقد أن يَتمَّ حلّ الأزمة الاقتصاديَّة الأوروبيَّة خلال عام 2013م. لذلك أرى استمرار الأسعار كما عليه عام 2012م مما سوف يعطي السُّوق استقرارًا وثباتًا أكبر.
www.saudienergy.netTwitter: @neaimsa