|
إلى ذلك القلب الذي افتقدتُه
دارتْ دواليبُ الحنين ِوأيقظَتْ،
في خاطري، يا منيتي ذِكراكِ
ذاك السجينُ..
وما خَطرتِ ببالهِ يوماً...
ولا ناغَاكِ
إلا كحُلمٍ عاليَ السبَحاتِ تنكسرُ الأماني عندَ بابِ خِبائِه؛
أحلامُه العطشى لقربكِ..
لم تُحاولْ أن تغرّدَ في سَماكِ
ما امتدَ غُصنُ خَيالِكِ الباهي إلى خَطراته..
ولم يبعثر ْوجدَه...
كالغيم يُمطرُ
كالعشب يُزهرُ
كالطيب يَنثرُ عطرَه بحِماكِ..
ذاك السجينُ:
المجهدُ القسماتِ
من كدر الزَنازينِ، ومن رجع التشاكي
زُردُ السلاسل ِفي يديهِ..
ووحشة ُالأيام ما تفارقُ مقلتيهِ..
المتعبُ النظراتِ، لا يرنو إليكِ...
ولا يُراودُه هواكِ
ذاك السجينُ:
ولم يَطفْ بخَيالهِ
طيرُ الأماني الحالماتِ، بأن يطارحَ طَيفَك...
أو أن يراكِ.
يا بهجتي، ما كنتُ أحلمُ أن يُعانِقني بَهاكِ.
جئتِ على مهلٍ كمشي سحابةٍ
وطفاء تمطرُ في صحارى غُربتي؛
وربيعُ حبكِ، قد تضوَّعَ في تفاصيلي
ومضى يكفك لوعتي
ويذيب أحزاني
أسقاني كاساتِ الرضا وسقاك
ثم ارتحلتِ، كما ارتِحالِ مَباهج ِالدنيا
ورحيل ِكل ِالارتيحاتِ،
وأفراح ِالقلوبِ..
وعُذوبة ِالأسمارِ، عِشناها بنجواكِ.
غادرت أوقاتي ودارَ سكينتي
ما بين آهاتِ التفجع، وانهِماراتِ التباكي.
إني مقيمٌ يامنايَ وأحتسي
صَبْرَ الكؤوس ِالمترعات ِصبابةً..
أقتاتُ من ولهي المضرج ِبالشجى
ويلفُني: أملي، وإيماني، وآلامي
وما أرجوه عند الله، من لُقياكِ.
أنا يا مفارِقَتِي، حنينٌ دائمٌ
يحيا على الذكرى..
وللرجوى..
وللحبِ المؤطر ِفي ثنايا بَوحِكِ؛
وأعيشُ بالشوق الذي لا ينطفئ في خافقي؛
لحنانِك، ونقائِك، وسناكِ.
وجدي، يسامرُ وحدتي
ويمسّدُ الآهاتِ حولَ صبابتي
وتُمِضُنِي في مَخدعي ذكراكِ.
- حائل
*من ديوان - رسالة إلى عمر الخيام - الصادر حديثاً
@solimanalateeq