سعدت برد دمــث لـطيف وتعليق راقٍ عفيف على ما ورد في المنشود من المؤرخ الأستاذ أحمد عبدالله الدامغ عبر صفحة عزيزتي الجزيرة! حيث تعامل بحنو والد عطوف مع كاتبة هذه السطور. ولو تعاملنا في ردودنا ـ اتفاقاً أو اختلافاً ـ بمثل تعليقه لاغتبط الكاتب بوجود ثغرة في موضوعه، ولابتهج بوجود خطأ في مقاله.
وإني لأشعر بامتنان نحو هذا الرجل الذي صوّر باحترافية مدى حنيني بالوقوف على مَواطن أسرتي الكبيرة (بني عمرو) في شمال غرب روضة سدير وجنوب غربها، وقد أدغم عتبه وغلّف معاتبته على بعض ما ورد عبر مقالين كتبتهما عن روضة سدير والداخلة والعودة.
ولأن الأستاذ الدامغ مرجع تاريخي فقد ذكر أن له إشارة تحقيقية عن سبب بناء سد (السبعين) الذي استوقفني، فهو يصحح معلومة ذكرتها في المقال الذي وصفه مجاملة لي بـ(ما يشبه البحث التاريخي الأثري)، ورفع الزلل عني حينما قال (أعطيتْ معلومة خاطئة) فالسبعين بُنيت لتعطف السيول للبلدتين وليس لصرفها عنهما. ولعل هذا التصحيح يدحض ما ذكرته بالمقال رغم عودتي لأكثر من مرجع قد يكون تواتر على خطأ! إلا أنني كنت أجهل كتابه (روضة سدير عبر التاريخ) وله العتبى حتى يرضى. وأود أن أطمئنه بأن أمنيته على الفريق السياحي تحققت بالوقوف طويلاً في الروضة، وبخاصة طريقة صرف السيل في جنوب الروضة قبل بناء سد السبعين، بيد أننا لم نشاهد مئذنة مسجد مشرفة التي يقول عنها - حفظه الله - بأنها تكاد تعانق النجوم بارتفاعها؛ ما يدل على أن الروضة كانت ذا شأن عظيم في سدير.
ومما أفادني به الأستاذ الدامغ هو مؤلفه (الشعر النبطي في وادي الفقي) ذو الأجزاء الأربعة، وذكر أن مواكبة الروضة للنهضة الاجتماعية والعمرانية جعلت أهلها يفضلون استبدالها، فانقسمت إلى موقعين جديدين، أحدهما غربي البلدة القديمة والآخر شرقها، وقد تهدمت منازلها جميعها، وتمت المحافظة على جامعها، حيث أصبح (جامع الجوهرة بنت محمد بن ماضي) من أشهرها، ويُعد مَعلماً من معالمها، فضلاً عن مركز التنمية الاجتماعية لعموم سدير، وكذلك المكتبة العامة وما تحويه قاعاتها وملاحقها من الكتب بأنواعها التي أنشأها محمد عبدالله أبابطين رحمه الله.
ولعله يتحقق مستقبلاً ما تمناه المؤرخ أحمد الدامغ من منظمي رحلة الفريق السياحي لربوع وادي سدير بزيارة بلدة (التويم) ورؤية مسجدها الذي مضى عليه ما يقارب 700 سنة، وما زال في حالة جيدة، وبخاصة سقفه المرصوف بالحجر، والوقوف على بلدة (الحصون) التاريخية، وزيارة حوطة سدير أكبر البلدان حركة تجارية وعمرانية، وما تتميز به من آثار خلدتها لمسات أيدي القدامى، وكذلك (الحلوة ومقبلة والجنيفي) ورؤية البئر المحفورة على رأس الجبل المطل على الحوطة.
ولا شك أن بلداناً يحمل رجالها هذا الحب والشغف بتاريخها لهي جديرة بالاهتمام والكتابة عنها، والإشادة بأولئك الرجال الأوفياء لها، والتذكير بها وبماضيها التليد!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny