الإجراءات المشددة التي تتخذها الدول لحماية أوطانها هي من الحقوق التي لا تتنازل عنها الدول وسط هذا العالم الذي يموج بالإرهاب ... لكن الإجراءات الاستثنائية ضد مجتمعات بعينها هذا تشويه واستهداف .المملكة منذ عام 2001م وتحديد منذ (11) سبتمبر وهي تدفع ضريبة جرت لها بلا وجه حق، فالقاعدة في بلاد الأفغان هي من أشعل فتيل وحرب الإرهاب انطلاقا من أفغانستان، لكن بلادنا شوهت إعلاميا وأقحمت في قضية لا علاقة لها بها, بل هي ضحية للإرهاب الذي عانينا منه أكثر من الدول التي استهدفها الإرهاب مباشرة...
أمريكا والغرب الآن يسعى إلى تصحيح الأوضاع والعودة إلى ما قبل عام 2001م أي التفجيرات الإرهابية في أمريكا... وهي معالجة لدول الخليج والسعودية والدول الصديقة التي زج بها في حروب وهمية ...
مؤخرا وقع الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية مع وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي اتفاقا: (برنامج المسافر الموثوق به). بين البلدين وتطبيقه يتم خلال الستة أشهر المقبلة أما تطبيقه كاملا بحلول العام 2014م, ويتيح لسلطات الجمارك والجوازات وحرس الحدود تطبيق البرنامج ومبدأ المعاملة بالمثل لتيسير وتسريع فحص المسافرين الموثوق بهم في المطارات ويسمح للسلطات بالتركيز على المسافرين الذين يمكن أن يشكلوا تهديدات محتملة.
هذا الاتفاق إذا طبق سيحمي المسافر السعودي في المطارات الأمريكية والأوروبية من التفتيش الدقيق والانتظار الطويل والعزل عن المسافرين والنظر إليه بعين الشك, وتعريضه دون غيره للفحص الدقيق لعدسة العين وبصمات اليد والأسئلة الطويلة, وتعريض العائلات للفحص والتطويل في الإجراءات عند الدخول والخروج, وإثبات الإقامة وتحديث عناوين السكان وغيرها من الإجراءات قبل الحصول على التأشيرة وعند السفر و الإقامة...
هذا بدوره أثر كثيرا على التواصل العلمي والاجتماعي والثقافي,وعلى التبادل التجاري والنمو الاقتصادي بين البلدين السعودية وأمريكا وأثر كذلك على الإجراءات الجمركية في تبادل البضائع والأمتعة.... مضى على الأحداث الإرهابية حوالي (11) سنة تعرضت فيها الشعوب الخليجية للعديد من الإجراءات القاسية في المطارات والبضائع الجمركية كان لابد من تصحيحها من خلال برنامج المسافر الموثوق به وتعزيز المعلومات وتبادلها حول الأشخاص الذي يشكلون خطرا على دول الخليج وأمريكا وأيضا أوروبا وإعادة إجراءات الدخول بين تلك الدول للإجراءات العادية لخدمة مصالح شعوب تلك الدول, فهذه الاتفاقية لمصلحة الجميع وطي حقبة من تاريخ العلاقات.