|
الجزيرة - ناصر البراك:
«إذا أصبح العالم مجنوناً بسبب بريق الذهب فهذا لن يردع أحداً من الناس عن البحث عنه دائماً دائماً» تلك المقولة التي تتردد باستمرار في حلقات المسلسل الكرتوني الشهير «جزيرة الكنز»، تتجدد في الأذهان مع تكرار مشهد ظاهرة ركوب الأمواج من الشركات المساهمة فبعد أن تدافعت الشركات بتأسيس محافظ استثمارية للحاق بركب سوق الأسهم قبل عام 2006 لكي تحقق أرباحاً رأسمالية حيث حققت القلة منها أرباح إلى أن الأغلبية وجدت نفسها وقد غرقت في خسائر كبيرة دفعت ثمنها إلى وقت قريب. المشهد نفسه يعود ولكن بصورة قد تبدو جميلة في أرقامها وأرباحها، فبريق المضاربة في الأراضي العقارية أغرى الكثير من الشركات المساهمة للدخول في السوق العقاري من خلال شراء أراض في وقت سابق وكان المبرر وقتها أن الغرض من شراء الأراضي بهدف تطويرها. في هذا التقرير نرصد عمليات بيع الأراضي التي قامت بها الشركات المساهمة والعائد على الاستثمار المحقق مقارنة بالقيمة الدفترية:
- بلغت قيمة الأراضي المباعة 3.65 مليار ريال، وتركزت الأراضي المباعة للشركات المساهمة في أربع مدن هي (الرياض – جدة – الدمام - المدينة المنورة).
- القيمة الدفترية للأراضي المباعة 1.58 مليار ريال، أي أن الأرباح المحققة من بيع الأراضي بلغت 1.32 مليار ريال وبعائد على الاستثمار بلغ 130%.
- بلغت مبيعات شركات التطوير العقاري من الأراضي 1.02 مليار ريال، وكانت أكبر عملية بيع في مشروع شمس الرياض المملوك لدار الأركان لأرض مساحتها 1.8 مليون متر مربع وبقيمة 741.6 مليون ريال، ولم تفصح الشركة عن القيمة الدفترية للأرض المباعة، وجدير بالذكر أن من قام بشراء الأراضي هي شركة سابك.
- شركة صافولا أكثر الشركات تخارج من السوق العقاري حيث قامت بثلاث عمليات كان من ضمنها بيع للأراضي تملك الشركة فيها حصص مؤثرة، وبلغت إجمالي المبيعات الثلاث لشركة صافولا 1.24 مليار ريال، محققة أرباحاً قدرها 384.5 مليون ريال وبهامش ربح 138%.
- أكبر هامش ربح حققته شركة العقارية بلغ 623% من بيع قطتي أرض مساحتهما 7000 متر مربع في مخطط قرطبة في مدينة الرياض.
- وأقل هامش ربح 16% جاء أيضا من نصيب شركة العقارية من بيع أرض تجارية على طريق الملك عبدالله في مدينة الرياض بلغت مساحتها 10000 متر مربع.
- بناء على مساحة الأراضي المباعة نجد أنها في شركات التطوير العقاري جاءت صغيرة بمعنى أنها لا تحتاج لتطوير باستثناء الأرض المباعة من دار الأركان لشركة سابك وهذه أيضا كانت من ضمن مخطط شمس الرياض الذي تطوره دار الأركان، بينما نجد أن الأراضي المباعة من أغلب الشركات في القطاعات الأخرى أراض كبيرة من الواضح أن الهدف منها كان الاستفادة من ارتفاع أسعار الأراضي لتحقيق أرباح رأسمالية ولم يكن بهدف تطويرها.
من الواضح وبالأرقام أن الأرباح الكبيرة وكذلك هوامش الربح التي حققتها الشركات المساهمة تعطي إشارة ودلالة واضحة إلى أن الفرص من المضاربة في الأراضي العقارية بدأ يتضاءل، ولكن الغريب أننا نقرأ إلى وقت قريب مع رؤساء تنفيذيين في شركات أخرى مساهمة أنها بدأت للتو في تأسيس محافظ عقارية للاستفادة من الطفرة في السوق العقاري بالرغم من أن نشاط الشركة الرئيسي ليس له علاقة بالعقار، فهل تكرر تلك الشركات نفس الضرر الذي لحق بها وبمساهميها في سوق الأسهم في حال انخفضت أسعار الأراضي؟