إلغاء عقد المدرب ريكارد لن يغير من الأمر شيئا بالنسبة لمنتخبنا الوطني لكرة القدم ما لم يكن هناك تغيير كبير وشامل في منظومة كرة القدم والإستراتيجية التي يجب أن ينتهجها اتحادنا الموقر، وحتى إعادة تشكيل اللجان التابعة للإتحاد لن تفيد ولن تُصلح أحوالنا الكروية، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، نحن بحاجة ماسة لغربلة شاملة في الأنظمة والسياسات والعقول التي تدير نشاط كرة القدم من خلال اللجان العاملة باتحاد اللعبة، وهذا لن يتأتى بالطبع إلا بتشكيل لجنة عليا تضم خبراء وكفاءات على قدر كبير من الوعي والإلمام والإدراك وأن يكون لديها بعد استراتيجي بما يتفق وإمكاناتنا وظروفنا على أن تقيم المرحلة الماضية تقييما دقيقا والوقوف على سلبياتها وايجابياتها – إن كان لها إيجابيات !! -، أما إن اكتفينا بإلغاء عقد المدرب ريكارد والتصفيق له فلن يغير من الأمر شيئا كما ذكرت وسنكون في وضعنا الحالي بتصنيفنا الدولي والآسيوي بل وسنكون أسوأ من ذلك.. وحتى إعادة تشكيل لجان الاتحاد لن يكون مجديا هو الآخر ما لم يكن هناك غربلة شاملة كما أسلفت، فالخلل كبير وكبير جدا والإصلاح يحتاج لعمل جبار وجهد كبير والأهم من ذلك أن تكون خطوات الإصلاح مدروسة بعناية بعيدا عن الارتجالية والأماني التي (( ما توكل عيش )) !!، فالأماني إن لم يواكبها تخطيط صحيح وعمل وجهد جبارين ستصبح أضغاث أحلام بل وستتحول إلى سخرية وتندر ومزيد من التراجع والخذلان كما حدث حينما اطلقت -سابقا- الوعود بأننا سننافس على كأس العالم في أحدى بطولات العالم الماضية والنتيجة ما نحن فيه الآن وقد سبقتنا دول وتقدمت علينا كثيرا برغم أنها لازالت تعيش عصر الهواة ونحن نتشدق باحترافنا الأعرج الذي قادنا إلى الهاوية ولكم حذرنا من ذلك بل ومللنا من تكراره أيضا ولكن دون جدوى وقد اتهمنا بمحاولة قطع أرزاق اللاعبين !!

وإحقاقا للحق، فمشكلتنا لا تكمن في منظومة الاحتراف وحدها بل وكما أسلفت فهناك الأنظمة والسياسات وحتى العاملين بالاتحاد ولجانه والعقول التي ترسم الاستراتيجيات المتعلقة بكرة القدم سواء في المسابقات المحلية أو المشاركات المتعلقة بمنتخباتنا الوطنية، كل هذه الامور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وأن تغلب المصلحة العامة على المصالح الخاصة التي يطغى عليها الميول واعتبارات أخرى (!!) ويجب أن نقتنع جميعا ونتيقن أن زمن المجاملات والمحاباة وغض النظر عن بعض التجاوزات من أجل هذا او ذاك هو من أسباب تراجعنا وتخاذلنا وقد ولى هذا الزمن في ظل عصر الوضوح والشفافية ومحاسبة المقصر أيا كان، ولا أغفل هنا الجانب الإعلامي وكيفية تعاطيه مع المنافسات المحلية ومع منتخباتنا الوطنية وقد كان له تأثيره السلبي الواضح وقد أصبح ( كل من هب ودب ) يقيّم وينتقد بدافع الميول وليس من أجل المصلحة العامة !!

أكرر القول إن الخلل كبير ولن يكون هناك مدعاة للتفاؤل ما لم نلمس تحرك إيجابي كبير، أما إن تُركت الأمور كما هي وبقينا نعمل كما كنا وكما نحن الآن فلن ننتظر إلا مزيد من التراجع والخذلان !!

غربان الفضاء والإعلام الأوحد !!

كثيرا ما يتردد ونسمع مقولة (لقد ولى زمن الإعلام الأوحد، الإعلام المسيطر ذو الميول الواحد) وهم بذلك يقصدون الصحافة والورقية والإسقاط بذلك على صحيفتين محددتين، متجاهلين أن هذا الزمن أو ما أسموه بزمن الإعلام الأوحد أن الكرة السعودية بلغت أوج مجدها ومكانتها الإقليمية والقارية والعالمية وقد كان ذلك الإعلام مساندا وفعالا في أدواره الإيجابية، على عكس ما هو حاصل الآن حيث الفضائيات التي جلبت لنا نوعية خاصة تعد من أسباب تراجعنا الكروي، وقد صدق من أطلق على هذه النوعية مسمى (غربان الفضاء) .. لم تقدم لنا إلا العفن والتعصبات النتنة والصراخ وتصفية الحسابات وأبرزت لنا ثقافات وعقول ضحلة انغمست بالجهل والحقد والكراهية .. أسأل الله لها الهداية والرشد وإن كنت لست متفائلا، حيث يقول الشاعر:

(( وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ... وإن الفتي بعد السفاهة يحلم !!)).

على عَـجَـل

* لو كنت مسئولا في إحدى البرامج التلفزيونية الرياضية لاشترطت على الضيوف إقفال الجولات !!!

* بعد تسريب ما دار في اجتماع اتحاد كرة القدم الأخير أقترح على الأستاذ أحمد عيد أن يودع جولات الأعضاء قبل أي اجتماع في صندوق الأمانات!!!!

* الأستاذ سلمان القريني كفاءة إدارية واختيار موفق لإدارة المنتخب الأول وهو الخبير الإداري الذي تدرج من المنتخبات السنية بالإضافة لخبرته وإدارته الناجحة لشئون كرة القدم بنادي النصر، أتمنى له التوفيق.

* أوشكت فترة التسجيل الشتوية على الانتهاء ولازال أصحاب القرار في نادي الهلال في حيرة من أمرهم في من يبقى ومن يذهب والصورة ليست واضحة حتى كتابة هذه الزاوية !!

* كيف للاعب دولي ومحترف لا يعي خطورة تعاطي المنشطات وأبعادها السلبية عليه سواء من الناحية الصحية والنظامية؟!!

* ما حدث لحارس الهلال خالد شراحيلي، هل من أسـبابه عــدم وجـود مـدير أو مشرف عام للفريق ؟!!

* أذكر حديث تلفزيوني لسامي الجابر في أحد المواسم السابقة تحدث فيه بإسهاب عن دورهم كجهاز إداري في توعية اللاعبين بأضرار المنشطات !!