مع كل إخفاق للكرة السعودية يستحضر المنظّرون النماذج الناجحة ولن يكون النموذج الإماراتي آخرها، بل أصبح المنظّرون لدينا يتزايدون مع كل إخفاق، والتنظير أصبح سمة ملازمة للمسؤول والإعلامي على حد سواء والكل ينُظِّر ويعطي الحلول من وجهة نظره الخاصة وأصبحنا ندور في حلقة مفرغة نصبح ونمسي على مجالس حكواتية وتركنا لغيرنا التخطيط والعمل وحصد النتائج الإيجابية.. الكرة السعودية تمر بمرحلة صعبة تفوق مامرت به في فترة السبعينيات الميلادية، فالمال متوفر والكوادر موجودة والمواهب حاضرة، ورغم هذا يكون الفشل مصيرنا سنة بعد سنة والواضح أن هناك خللا لازال يؤثر على العمل الرياضي في السعودية رغم أن هناك عملاً لكنه عمل يفتقد لعناصر النجاح والكرة السعودية تفتقد الخبرة في بعض القرارات سواء في الأندية أو المنتخب وعلى سبيل المثال لا الحصر قرار التعاقد مع رايكارد كان قراراً متعجلاً ولم يُستشر فيه أهل الخبرة والاختصاص كالزياني والشتالي وغيرهما من الخبرات التي ستمنح صانع القرار مزيداً من الثقة والطمأنينة على نجاح قراره..!!
إن أكثر ما تعاني منه الكرة السعودية هو غياب الانضباط وتطبيق الأنظمة وتغليب مصلحة الأندية على المصلحة العامة وذلك بسبب الضعف الإداري الذي تُعاني منه القيادات الإدارية في السنوات العشر الأخيرة، وبالتالي تسبب في فوضى على كافة المستويات والكاسب الوحيد فقط هو اللاعب الذي أخذ كامل الكعكة ومعهم بعض المتنفعين من الإداريين والسماسرة وترتب على ذلك هدر أكثر من 50% من الموارد الاستثمارية في غير محلها.. كرة القدم السعودية مريضة والكل تطبب فيها لعله يجد العلاج المناسب لها كما أن الإخوة في الخليج ما قصّروا وأصبحوا يشاركوننا في إيجاد الحلول بعد أن كنا في زمن مضى مضرب مثل لهم لأنهم تركوا التنظير والمجاملات والمصالح الخاصة لنا وأصبحت تنخر في كرة القدم السعودية حتى أصبحت محل تندر وتريقة للخليجيين..! عودة الكرة السعودية تكون من خلال عمل يؤمن بالتخطيط وتطبيق الأنظمة دون محاباة وبعيداً عن التأثير الإعلامي الذي أصبح في الفترة الأخيرة مؤثرا بشكل كبير على القرارات مما جعل صناع القرار يفشلون رغم توفر الإمكانيات المالية والبشرية، وهذا ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار من قبل الاتحاد السعودي المنتخب مؤخراً وهو بالتأكيد لا يتحمل أي مسؤولية في إخفاق المنتخب الأخير لكنه مطالب بالتصحيح في المرحلة القادمة..
القريني يكون أو لا يكون..!!
أن تقبل الإشراف على منتخب منهار فنياً ومحطم نفسيا وفي مرحلة عصيبة تمر بها الكرة السعودية فهي مغامرة غير محمودة العواقب لكن قد نصفها بالشجاعة وتغليب المصلحة العامة على الخاصة ذلك هو القرار الذي أقدم عليه عضومجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الخلوق سلمان القريني عندما أعطى الموافقة وتحمل مسؤولية الإشراف على المنتخب في وقت كان سيرفضها الجميع ومعهم الحق فالمرحلة الحالية تحتاج لن أقول لمعجزة ولكن لعمل كبيرعلى المستويين الفني والنفسي لإعادة الثقة للمنتخب في ظل اقتراب مواجهة منتخب الصين على أرضه وبين جماهيره وهو واحد من أقوى المنتخبات الآسيوية..! المرحلة القادمة تحتاج للتكاتف ودعم المنتخب الذي يجب أن يستعين بالمواهب الشابة والقادرة على خدمة المنتخب في المرحلة الحالية وتجربة العراق والإمارات أثبتت نجاحها بالاعتماد على العناصر الشابة فإن خسرنا النتيجة نكون قد كونا منتخبا للمستقبل والبداية تكون من خلال اختيار الأسماء بناء على عطائها في الملعب لا في الإعلام والتي لن تجلب لنا سوى مزيد من الخيبات..!
القريني ومعه المدرب الإسباني سيرجيو لوبيز توليا مهمة صعبة تحتاج لعمل جبار في فترة زمنية قصيرة لكن بخبرتيهما هما قادران على الخروج من هذه المرحلة الصعبة بأقل الأضرار متى ما وجدا الأجواء المناسبة التي تُساعدهما على النجاح وهي من وجهة نظري مهمة يمكن أن أصفها بالانتحارية..!
نوافذ:
- أن يرفض رئيس لجنة المسابقات فهد المصيبيح مشاركة ناشئ النصر في بطولة اسباير العالمية بمشاركة أندية عريقة وعالمية مثل ريال مدريد وميلان وباريس سان جيرمان بسبب تأجيل مباراة واحدة فهذا واحد من القرارات التي تقف عائقاً أمام التطور الذي ننشده من خلال الاحتكاك مع مثل هذه المدارس الكروية..!
- الليلة لقاء قمة بين النصر والأهلي هو صراع بين فريقين الأول يحاول مواصلة انطلاقته والآخر الخروج من أزمته التي بدأت بعد خسارته نهائي كأس آسيا وفي المباراة ستكون الأنظار متجهة نحو لاعب النصر الجديد البرازيلي رفاييل باستوس الذي يجيد صناعة اللعب..!
- لازال اللاعبون المحترفون لا يعون أهمية المحافظة على مصدررزقهم وللأسف بعض اللاعبين الملايين تؤثر عليهم سلباً وفي شهر واحد فقط فقدنا اثنين من النجوم بسبب المنشطات الأول عباس والثاني شراحيلي، وهذا يؤكد أن لا أحد يعتبر من مصيبة غيره..!
- 50% من لاعبي المنتخب الحاليين لا يستحقون اللعب للمنتخب بناء على أدائهم بالدوري ومع المنتخب والاستعانة بالعناصر الشابة المخرج الوحيد لإعادة الكرة السعودية لمسارها الصحيح..!
- بدر العقيل أحد المؤرخين الذين لا يظهرون في الواجهة رغم ما يملكه من معلومات تاريخية موثقة بالتسجيلات والصور والمستندات ومعاصر أيضاً لبعض الأحداث في وقت أصبح الفضاء مفتوحا لمؤرخين لا يملكون حتى لبعض المقومات الأساسية للمؤرخ..!
- انتهت دورة الخليج فهل يعود الهدوء للقنوات الفضائية وتنتهي حفلة الصخب ونعود للأحاديث الهادئة والنقد الهادف فالمرحلة الحالية تتطلب الهدوء وحديث العقل لا العاطفة..!
- أنهى رئيس النصر معظم الالتزامات المالية التي تخول لناديه تسجيل لاعبيه الكرة تعود مرة أُخرى للاعبين لمواصلة النتائج الإيجابية بقيادة المدرب كارينيو الذي سيواجه الاختبار الأهم والمقياس الحقيقي لنجاحه في المباريات القادمة.
- الهلال الأفضل استعداداً في فترة التوقف وهو الأفضل نتائجياً مع النصر والفتح قبل فترة التوقف المؤشرات تؤكد أن الفريق سيظهر بشكل أفضل مما يجعله الأوفر حظاً في حسم مواجهاته القادمة.
- على فريق التخصيص بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد أن يسمع لبعض الخبراء ويأخذ بوجهة نظرهم إذا كانت مقنعة ومنهم الأمير تركي بن خالد.
alzamil@cti.edu.saللتواصل تويتر Abdulkarim Alzamil