تعقيباً على ما نشرته الجزيرة بتاريخ 24 صفر 1434هـ تحت عنوان (الدكتورة القصيمية) بقلم الكاتب سعد الدوسري أشار فيه وأشاد بمشاركة الدكتورة هيلة الوابلي ضمن الطاقم الطبي الذي تولى عملية فصل التوأمين السياميين السعوديين (عبدالله وسلمان) وما نشرته أيضاً بتاريخ 22 صفر 1434هـ تحت عنوان (2171 ممرضاً تم تدريبهم بصحة القصيم) خلال العام المنصرم 1433هـ، وقبل الدخول في المقصود أقول: إن القصيم منطقة كثيفة السكان شاسعة المساحة متباعدة الأطراف، تحوي مدناً وقرى وهجراً متعددة، وهي بجملتها منطقة زراعية، تحوي أكثر من ستة ملايين نخلة متعددة الأصناف، بل هي من أفضل مناطق المملكة بإنتاج التمور والحبوب، خاصة القمح. ومن هنا أستطيع أن أسميها بسلة الغذاء لهذا الوطن، وكما أنها اشتهرت بزراعتها فهي أيضاً تشتهر بالعلماء والأدباء.

وأدخل بصلب الموضوع المصقود، ولن أكون مخطئاً لو قلت إنه قبل بداية العام الماضي 1433هـ كانت المنطقة المتمثلة بمدينة بريدة غارقة بالملاحظات والشكاوى على كثير من المرافق الحكومية، لدرجة أن الصحف اليومية لا تكاد تخلو يوماً من دون أن تقرأ فيها ما يحزنك مما يحصل في بعض إداراتها من أخطاء أو إهمال، خاصة في القطاع الصحي، ولكن عزاءنا أن نقول لكل جواد كبوة، ومدينة بريدة أجزم بأنها اليوم قد نهضت من كبوتها من بداية العام الماضي 1433هـ. نعم، أقولها بكل صراحة، إنها نهضت من تلك الكبوة، ولكنها - إن شاء الله - ستكون نهضة مباركة، وستكون مثلاً يحتذى بها في الإنجاز والتطور ومتابعة كل جديد مستدلاً بالأحداث الآتية:

- الدكتورة القصيمية (هيلة الوابلي) لا شك أنها أسعدت مواطني منطقتها القصيم قبل أن تسعد بنات جنسها في هذا الوطن نظير اشتراكها بطاقم فصل التوأم السعودي الحادي والثلاثين (عبدالله وسلمان) في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني؛ ما عزز وجودها بوصفها جراحة، وهو ما يؤكد أن بنات الوطن ذوات عقول متفتحة وأنامل رائعة في تضميد جراح المرضى.

- نظمت إدارة التمريض بصحة القصيم 47 نشاطاً علمياً متخصصاً في مجال علم التمريض بمختلف تخصصاته، تمثلت في ورش عمل ومؤتمرات خلال هذا العام المنصرم، وقد حضر تلك الدورات 2171 متدرباً ما بين ممرض وممرضة وقابلة ومساعد ممرض، وهذا دليل على الإحساس بالمسؤولية والرغبة الأكيدة في تطوير الذات بما يعود بالنفع العام والخاص على المجتمع في هذه المنطقة الأبية.

- كشف تقرير أصدرته المديرية العامة للشؤون الصحية عن أن إدارة المتابعة نفَّذت 708 جولات تفتيشية على مواقع صحية عدة، واتخذت 1260 قراراً تأديبياً بحق الموظفين المخالفين، فيما تم التعامل مع 939 موظفاً وموظفة من المتخلفين عن العمل الرسمي، وبلغ عدد الدعاوى التي تم استلامها من مواطنين للإدارة 276 دعوى، وقد كُوّنت لجان للتحقيق فيها، وعدد الشكاوى التي أُحيلت إلى الهيئة الصحية الشرعية 64 شكوى.. كل هذا دليل على تفعيل الرقابة على الشؤون الصحية لمحو السقطات السابقة، ولإزالة الغشاوة عنها. ولا شك أن اتخاذ تلك الإجراءات يؤكد الحرص على الإنجاز ووجوب التضحية من أجل خدمة المجتمع.

- النجاح المميز الذي حظيت به جامعة القصيم متمثلاً ببرنامج ماجستير إدارة الأعمال (ام ب) في كلية الاقتصاد والإدارة. ومن هذا المنطلق تسعى كلية الإدارة والاقتصاد (س ب ا) في الجامعة إلى التميز في برنامجها ماجستير في إدارة الأعمال (ام ب أ) بغرض زيادة القيمة المعرفية للطالب والخبرة والمهارات العملية التي تعينه في حياته الوظيفية والمهنية من خلال روابط الكلية مع شركاء في العديد من المجالات الصناعية والتسويقية والهيئات الحكومية، إضافة إلى شركات متعددة في ضوء رسالة الكلية في توفير تعليم متميز في مجال الأعمال والإدارة.

ولا شك أن بلوغ الجامعة إلى هذه المرحلة دليل على النضج وتأكيد على الحرص للنهوض بالمستوى التعليمي ومحاولة الوصول إلى مصاف الجامعات الراقية، بل عنوان للمستوى الرفيع الذي وصل إليه أبناء تلك المنطقة. وختاماً، أهنئ أبناء تلك المنطقة رجالاً ونساءً بنين وبنات، وعلى رأسهم سمو أميرها وسمو نائبه، على حرصهم على النهوض بهذه المنطقة الواعدة، وبحدوث تلك الخطوات الرائعة التي أصبحت كالكواكب النيرة على كل جبين.

- صالح العبدالرحمن التويجري