روى لي أحد الأصدقاء، أنه استشار طبيباً بخصوص الحالة التي يعاني منها، وهي عدم قدرة جهازه الهضمي على تحمّل بعض أنواع الطعام، وكيف أن الطبيب نصحه بأن يختار أنواع الطعام التي يأكلها، والتي يجب أن تتناسب مع مزاج جهازه الهضمي، وإن لم يفعل، فربما يرفض الجهاز أداء مهمته بالشكل المطلوب، مما سيؤدي إلى اضطرابات معوية، أو إلى زيادة مفرطة في الوزن.
المهم في الأمر، أن الطبيب لا يدخل مع الباب، من فرط وزنه، وصديقنا فرط من الضحك، بعد أن سمع النصيحة! ولم يشعر الطبيب بأي حرج، بل أكمل كلامه:
- انتبه، زيادة الوزن تسبب أمراضاً للقلب وللشرايين.
- تعرف يا دكتور. والله إنك مثل دكاترة الشهادات الوهمية. الناس فاضحينهم، وهم ولا همهم.
- هل تشكك في شهادتي؟
- لا، أشكك في مرضي.
في نهاية الأمر، علينا أن نفهم لماذا يبقى الأشخاص غير الجديرين أمامنا دوماً، دون أن نملك الجرأة على مناقشتهم في أمر تناقضهم؟! أظن أن العيب فينا. نحن من أتاح لهم أن يستشروا في مجتمعاتنا، وأن تكون لهم كل هذه الحصانة. أساتذة جامعيين بشهادات وهمية، ولا أحد يقف في وجوههم. لذلك، انتشر الكذّابون في كل مكان!