تعاقدت إدارة نادي الهلال في بداية الموسم مع المدافع السنغالي عبدالقادر مانجان لسد ثغرة واضحة (لا تحتاج لسؤال المدرب) في خط الدفاع، وقد استبشر الجمهور الهلالي باللاعب القادم من أعرق الدوريات الأوروبية، وهو الدوري الفرنسي، ولكن المفاجأة كانت أن مانجان غائب عن لعب المباريات أشهراً عدة؛ ويحتاج للتأهيل وإلى لياقة المباريات؛ لكي يستعيد مستواه. وبعد ذلك، وهكذا، وبدون مقدمات، تم إعلان انتقاله للدوري الإنجليزي!!.. وتوقعت غالبية الجماهير والنقاد أن إدارة الهلال قد استفادت من الدرس، وأنهم مع الجهاز الفني قد تلمسوا احتياجات الفريق الفنية، وجهزوا بديل مانجان، وأن الفترة الشتوية هي فترة التجديد والتغيير وتلافي الأخطاء والسلبيات، وانتظر جمهور الهلال خطوات التصحيح التي وعدهم بها رئيس ناديهم الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ولكن فوجئ الجميع بأن رئيس النادي ومدرب الفريق كليهما لا يعلمان ماذا يريدان بالضبط!!.. فمدرب الفريق السيد كمبواريه ما زال يتخبط ويغيّر في مراكز اللاعبين، ويرفض استقطاب لاعبين آخرين بحجة المحافظة على الاستقرار، الذي هو بنفسه ساهم في عدم حدوثه. والغريب والعجيب أن تتبدل قناعته بسهولة ويقبل بوجود لاعبين يؤديان الأداء نفسه والمهمة نفسها بعد التوقيع مع لاعب المحور الكولومبي جستافو!!.. أما رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد فقد وقع بين جمهور واع ومثقف وغير مقتنع بأداء فريقه وبين احتياجات الفريق التي تفرض التضحية وتغيير بعض القناعات؛ لذا لجأ إلى رمي كل المسؤولية على المدرب، ووضعه أمام جمهور الهلال وكأنه هو صاحب القرار الوحيد المتشدد في آرائه، بالرغم من أنه وافق على وجود المغربي عادل هرماش بعد فشل عملية تسويقه، إضافة إلى الكولومبي جستافو!!.. حقيقة، ما يحدث في الهلال هو فوضى عارمة ومشتركة بين إدارة النادي ومدرب الفريق؛ لأن الفريق واضح أن لديه مشكلة وضَعفاً في الخط الخلفي، وعجز المدرب عن إيجاد التكتيك والتوليفة المناسبة لمعالجة هذا الضعف وتلك المشكلة، وبعد أن جاءت فرصة العلاج تغيرت النظرة وتبدلت الرؤية!!.. باختصار: الهلال يعيش أزمة عنوانها الرئيسي مَن يقيّم مَن في الهلال؟ لأنه لا المدرب قادر على تقييم فريقه بشكل جيد؛ وبالتالي يحدد اختياراته المنطقية والبعيدة عن التدخلات الإدارية، ويشدد ويصر عليها، ولا إدارة النادي قادرة على تقييم عمل المدرب؛ حيث يبدو أنها فرضت عليه بعض القناعاتغير الفنية التي أحدها الإبقاء على عادل هرماش منذ بداية الموسم!!
إخفاق المنتخب لا يعني التراجع
قدّر الله وما شاء فعل. خرج منتخبنا من الأدوار التمهيدية في البطولة الخليجية 21 لأسباب وضغوطات وإسقاطات خارجية أكثر منها فنية؛ لأن المنتخب الكويتي - مع احترامي له - ليس أفضل فنياً من المنتخب السعودي حتى ومنتخبنا في أسوأ حالاته.. ولكن الفرق أن المنتخب الكويتي ليس عندهم تخلف وفكر رجعي رياضي يتصدر القنوات الفضائية، ويطرح القضايا التافهة والموجهة، ويستطيع أن يؤثر في البسطاء ويقودهم إلى حيث ما يريد.. وكذلك - وهذا الأهم - أن الكويتيين توحدوا في الوقوف خلف منتخبهم حتى والخلافات الكبيرة تنهش رياضتهم، لكنهم تناسوها من أجل مصلحة وطنهم.. وهذا - وبكل صراحة - ما ينقص رياضتنا السعودية، وهو ما وقف عثرة في نهضتها من كبوتها وعودتها إلى وضعها الطبيعي؛ لأننا ببساطة سمحنا للمتشنجين والحاقدين بأن ينقلوا فكرهم المتخلف للمنتخب، وأثروا في نتائجه.. عموماً، إخفاق منتخبنا في البطولة الخليجية، وإن كان مؤلماً لنا، إلا أنه يجب ويفترض ألا يعيدنا للخلف، ونتراجع عن قرارات واستراتيجيات مهمة ومفصلية في تاريخ كرة القدم السعودية، وتحديداً الاحترافية. وما أعنيه بالضبط أنني أرجو ألا نعود للمعسكرات الطويلة للمنتخب التي كانت تُطبّق في عصر الهواة، حتى وإن نادى بها لاعبون سابقون؛ لأن ما هو مناسب في وقتهم ليس بالضرورة أن يكون مناسباً لهذه المرحلة، والسبب اختلاف الأنظمة الدولية وتركيبة الرياضة السعودية في هذا الوقت.
القريني المناسب لكل المناصب
سلمان القريني رجل غني عن التعريف على مستوى العمل الإداري في إدارة المنتخبات أو إدارة النصر، وهو رجل عملي بالدرجة الأولى، وذو فكر نير، لا يخرج عن نطاق المنافسة داخل الملعب.. حقيقة، قرار تعيين القريني مشرفاً إدارياً على المنتخب مناسب لاعتبارات عدة، أولها أن الاتحاد السعودي اختار الرجل المناسب لتولي هذا المنصب الحساس، المتمثل في شخصية سلمان القريني القوية والعملية والجادة التي لا تقبل الخروج عن النص، وتتصدى لكل محاولات التأثير في الأجواء داخل معسكر المنتخب.. وأيضاً مناسب في توقيته لتولي هذه المهمة الصعبة وفي هذه الظروف المحبطة، التي تحتاج إلى رجل توافقي لكل الأطياف، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن الإعلام الصادق والنزيه لا ينظر للشخص وميوله بل لشخصيته وعمله.. مهم جداً أن ندعم سلمان القريني في المرحلة القادمة، ونوفر له الظروف المناخية المساعدة على النجاح؛ لأن نجاحه هو نجاح لنا ولمنتخبنا.
نقاط سريعة
** حقق المنتخب الإماراتي بطولة الخليج لسبب بسيط، هو أن المسؤولين عنه وضعوا له خطة واستراتيجية، ساروا عليها، وجنوا ثمارها، والدليل تضحيتهم ببطولة غرب آسيا من أجل إنجاح تخطيطهم.
** لأن الكثير من القضايا في إعلامنا تُطرح من واقع انتقائية كبروا وضخموا عنوان النكبة، أما عنوان الخبر المسيء للاعبين عندما وصفهم بوصف مشين وغير أخلاقي، ووضع صورة لاعب الهلال نواف العابد مصاحباً لذلك، فمر مرور الكرام!!
** وضع الهلال لا يسر، وكما قرأت عن استعدادات الهلاليين للفترة القادمة (الهلال يبشر الغير بالخير).
** منع ظهور شخصيات كبيرة في القنوات الإماراتية درس لبعض السعوديين الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات يستخدمها ويحركها الآخرون ضد الرياضة السعودية وضد المنتخب السعودي!!
suliman2002s@windowslive.com -- saljuilan@hotmail.comللتواصل عبر التويتر: SulimanAljuilan