|
استقبل مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان حالة مرضية نادرة وحرجة لطفل يبلغ من العمر 11 عاماً، كان يعاني من تشنج كامل في الجسم وفقدان المخ بعض وظائفه الحيوية الهامة نتيجة الإصابة بالتهاب نخري حاد بالدماغ، وهذا أدى إلى تعطل تام في الأطراف الأربعة والظهر بالإضافة إلى عدم قدرته على الحركة والنطق.
أوضح ذلك الدكتور عمار اليوسف استشاري طب الأطفال، وأضاف أن الطفل خضع لفحوصات طبية دقيقة وسريعة، حيث تم عمل فحوصات سريرية ومخبرية وإشعاعية بمساعدة فريق طبي متكامل من اختصاصات فرعية متعددة، وأظهرت النتائج بأن المريض يعاني من التهاب نخري حاد بالدماغ «Necrotizing Encephalitis»، حيث أحدث هذا الالتهاب تهتكاً وضياعاً مادياً للخلايا العصبية الموجودة في الأقسام العميقة من المخ، فضلا عن انتشاره في كلا الجانبين من الدماغ (الأيمن والأيسر).
وأبان د. اليوسف أن هذا الانتشار ساهم في خلق صعوبات جمة باستجابة المريض لأي معالجة تقليدية. مبيناً بأن هذه الأعراض الناتجة عن الالتهاب النخري بالدماغ غالباً ما تكون عبارة عن أمراض وراثية وخلقية؛ ولكن بعد إجراء العديد من الدراسات المستفيضة للحالة تبين أنها ناجمة عن عدوى فيروسية لنوع من أنواع «الإنفلونزا».
وذكر استشاري طب الأطفال أنه تم إجراء كافة التدابير التشخيصية والعلاجية المناسبة للمريض، وتم إعطاؤه العديد من الأدوية اللازمة من ضمنها مضادات فيروسية ومناعية وفيتامينات مغذية ومرممة في الوقت ذاته للخلايا العصبية إضافة إلى استخدام أحدث الطرق في المعالجة الفيزيائية.
وفي الختام قال دكتور اليوسف إنه مع مرور الوقت بدأ المريض بالاستجابة للعلاج والتحسن تدريجياً حتى أصبح قادرا على الحركة والنطق بشكل طبيعي وعادت إليه وظائف الدماغ الحيوية. حيث استغرقت مدة العلاج شهراً كاملاً استطاع الطفل بعدها مغادرة المستشفى وهو بحالة صحية جيدة «ولله الحمد».