المناسبات الكبيرة تظهر معادن الأمم والشعوب، ومظاهر الفرح والحزن تكشف ما يحاول الكثيرون إخفاءه.
في ختام بطولة كأس الخليج العربي التي انتهت بفوز مستحق لمنتخب دولة الإمارات العربية المتحدة الشاب، الذي أظهر سمواً وأخلاقاً في الملعب، فيما كانت جماهير الإمارات التي ملأت مملكة البحرين رائعة في الوقوف خلف فريقها دون أن تعكر أمن وصفاء أهل البحرين وأبناء الخليج العربي الذين تقاطروا على أرض البحرين، في المقابل ورغم قلة الجماهير العراقية إلا أن البعض منهم خدش ما يعرف عن العراقيين من سمو في التشجيع الرياضي والذين ربما تأثروا بالتصرفات اللا أخلاقية التي بدرت من بعض اللاعبين العراقيين ومنهم اللاعب أحمد إبراهيم خلف الذي حاول التهجم على الحكم السعودي خليل جلال الذي أدار المباراة بكل نزاهة وحيادية، وكان بشهادة جميع المحلليين والمراقبين والحكام أحد عوامل نجاح المباراة النهائية رغم حساسيتها.
أفضع ما صاحب المباراة النهائية وخدش النهاية الجميلة لهذا العرس الرياضي الخليجي، ما صدر من معلق المباراة من خلال محطة «العراقية»، وهي محطة رسمية، فقد كان المعلق شخصاً عدائياً لا ينتسب للرياضة والرياضيين، وكال الشتائم للحكم وعائلته ولبلاده وأظهرته الكاميرا وهو يرفع يديه بالدعاء على خليل جلال وعائلته وعلى كل غامدي، وأظهرت كلماته نفساً طائفياً عدائياً لجميع السعوديين مدعياً أن الحكم السعودي ضغط الفريق العراقي، رغم أن الغامدي جامل يونس محمود كثيراً عندما صبر عليه ونرفزته ورفع صوته على الحكم عندما احتسب خطأ على أحد اللاعبين العراقيين.
أما الخروج اللا أخلاقي وغير المعتاد، فقد صدر عن محطة فضائية تلفزيونية محسوبة على دولة الكويت، وهي محطة الأنوار التي تبث من لندن ومكتبها الرئيس في الكويت، تنشر سموم الطائفية وتبث الفرقة بين أبناء الخليج العربي، فمحطة الأنوار، المعروفة بانحرافها الطائفي، زعمت أن أجهزة الأمن البحرينية ضيَّقت على الجماهير العراقية وأن الحكم (الوهابي) خليل جلال الغامدي ضيَّق على اللاعبين العراقيين وهو نوع من (تحالف) النظام البحريني مع الوهابيين السعوديين لإسقاط العراق ومنح البطولة لدولة الإمارات العربية.
نفس طائفي بغيض، وعمل مفضوح لشق صفوف أهل الخليج، ونشر للطائفية البغيضة من محطات فضائية تزعم أنها عربية في حين تخدم أهدافاً تعادي العرب جميعاً.
jaser@al-jazirah.com.sa