|
جوهانسبرج - (د ب أ):
يواجه المنتخب الزامبي لكرة القدم مسيرة صعبة في رحلة الدفاع عن لقبه ببطولة كأس الأمم الإفريقية التاسعة والعشرين، التي تنطلق فعالياتها اليوم السبت، والتي تستضيفها جنوب إفريقيا حتى العاشر من فبراير المقبل. وفاجأ المنتخب الزامبي الجميع بإحراز لقبه الأول في تاريخ البطولة من خلال النسخة السابقة التي استضافتها غينيا الاستوائية والجابون بالتنظيم المشترك فيما بينهما مطلع العام الماضي.
وبعد عام من سقوطه في المباراة النهائية للبطولة بضربات الترجيح أمام نظيره الزامبي، يخوض المنتخب الإيفواري البطولة المقبلة وهو المرشح الأقوى للمنافسة على اللقب، خاصة مع وجود كوكبة من النجوم المتميزين أصحاب الخبرة في صفوف الأفيال مثل ديدييه دروجبا ويايا وكالو توريه وديدييه زوكورا. ولم يصعد الأفيال لمنصة التتويج منذ فوزهم باللقب الإفريقي الوحيد في تاريخهم، وذلك في عام 1992. ويواجه الفريق اختباراً غاية في القوة والصعوبة بالدور الأول للبطولة؛ حيث يخوض فعاليات هذا الدور ضمن المجموعة الرابعة (مجموعة الموت) التي تضم معه منتخبات الجزائر وتونس وتوجو.
أما المنتخب الزامبي فيستهل حملة الدفاع عن لقبه ضمن المجموعة الثالثة التي تضم معه منتخب نيجيريا، المرشح بقوة للمنافسة على اللقب، وبوركينا فاسو وإثيوبيا الذي يعود للمشاركة في النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1982.
ويقود المنتخب النيجيري في هذه البطولة عدد من النجوم المتميزين مثل المهاجم إيكيتشوكو أوتشي وجون ميكيل أوبي وجوزيف يوبو. ويمتلك المنتخب النيجيري (النسور الخضر) الإمكانيات والخبرة التي تؤهله لصدارة المجموعة تاركاً المنافسة على البطاقة الثانية للمجموعة بين منتخبي زامبيا وبوركينا فاسو؛ ما قد يسفر عن مواجهة شرسة ومبكرة بين منتخبي زامبيا وكوت ديفوار في دور الثمانية؛ لتكون تكراراً لنهائي البطولة الماضية. وقد يفاجئ المنتخب الإثيوبي القارة الإفريقية إذا نجح في التغلب على أي من منافسيه الثلاثة في هذه المجموعة، علماً بأنه توج باللقب الإفريقي من قبل في عام 1962، ولكن ظهوره في النهائيات انقطع بعد مشاركته في بطولة 1982.
وفي المجموعة الثانية يتنافس المنتخب الغاني (النجوم السوداء) مع منتخبات جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي والنيجر. وسبق للمنتخب الغاني أن توج بلقب البطولة أربع مرات سابقة، كما كان أفضل ممثلي القارة الإفريقية في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وكان على وشك التأهل للمربع الذهبي في هذه البطولة. ويفتقد النجوم السوداء في هذه البطولة جهود لاعبين بارزين، هما كيفن برينس بواتينج وآندري آيو، بينما يقود الفريق المهاجم أسامواه جيان مهاجم العين الإماراتي. وقال جيان «غانا وكوت ديفوار وزامبيا أكثر المرشحين للفوز باللقب.. زامبيا كانت محظوظة للفوز باللقب في البطولة الماضية، ولكن الفريق سيجد صعوبة بالغة في الحفاظ عليه. أتوقع أن تحفل المسابقة بالمفاجآت». وينتظر أن تأتي المنافسة القوية لغانا على صدارة المجموعة من منتخب مالي الذي يخوض البطولة بمجموعة من اللاعبين الذين ينشط معظمهم في الدوري الفرنسي، كما يقود الفريق لاعب خط الوسط المتألق وصاحب الخبرة الكبيرة سيدو كيتا نجم برشلونة وأشبيلية الإسبانيين سابقاً والمحترف حالياً في الصين. ويخوض منتخب النيجر النهائيات للمرة الثانية فقط في تاريخه بعدما بدأ ظهوره في النهائيات بالبطولة الماضية عام 2012. ولذلك قد يكون هذا هو المنافس الأسهل الذي يمكن لجميع فرق البطولة أن تخطط للفوز عليه دون عناء كبير، مع الوضع في الاعتبار قدرة الفريق على تحقيق المفاجآت. ويتنافس منتخب جنوب إفريقيا صاحب الأرض في المجموعة الأولى مع منتخبي المغرب وأنجولا، إضافة لمنتخب الرأس الأخضر (كيب فيردي) الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى، والذي يمثل أصغر دولة تأهلت للنهائيات الإفريقية؛ حيث يبلغ تعداد هذه الجزيرة نحو نصف مليون نسمة.
مباراة الافتتاح
ويستهل المنتخب الجنوب إفريقي فعاليات البطولة بلقاء منتخب الرأس الأخضر اليوم السبت على «الاستاد الوطني» في جوهانسبرج. وقدم منتخب جنوب إفريقيا أداء ونتائج متذبذبة في الاستعدادات الأخيرة له قبل خوض فعاليات البطولة؛ حيث حقق الفوز على مالاوي 3/ 1 وخسر أمام النرويج 0/ 1، وتعادل مع الجزائر سلبياً في آخر ثلاث مباريات خاضها قبل بداية البطولة. بينما كان لمنتخبي المغرب وأنجولا سجل أفضل في المباريات الودية التي خاضها كل منهما في الآونة الأخيرة.
وتشير الترشيحات إلى أن منتخب جنوب إفريقيا هو صاحب الفرص الأفضل لصدارة المجموعة في ظل إقامة البطولة في بلاده. ولكن منتخب الرأس الأخضر يستطيع تفجير المفاجآت أيضاً، خاصة أنه بلغ النهائيات على حساب أسود الكاميرون، كما يضم الفريق مجموعة من اللاعبين المحترفين بالخارج، وفي مقدمتهم المدافع المتألق ناندو، إضافة لكون الفريق هو الأعلى ترتيباً بين منتخبات هذه المجموعة في التصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)؛ ما يعني أن أياً من المنتخبات الأربعة يمكنه تصدر هذه المجموعة من الناحية العملية.
وتقام جميع مباريات البطولة على الاستادات التي أنشئت أو جرى تحديثها قبل عام 2010 لاستضافة فعاليات كأس العالم، كما تعد الأفضل استعداداً والأحدث في القارة الإفريقية.