كان الأمر طبيعيا جدا ونحن نرمي قرار الإبعاد بوجه الهولندي فرانك ريكارد فسبق وأن رمينا مثل ذلك القرار بوجوه حققت معنا انتصارات وبطولات فالأمر أولاً وأخيراً هو ثقافة تأصلت وتجذرت بفعل وجود المال وغياب الاحتراف الفعلي للاعب والأهم الهروب من المسؤولية ورميها على شخص واحد يسهل الإيقاع به..!!
لا أعرف تسمية واضحة يمكن أن أستند عليها لوصف ما يحدث.. هل هو غرور.. أم ضعف.. أم نقص خبرة وذكاء.. أم إستراتيجية لا يمكن الحياد عنها؟
نحن نريد مدرباً لا يهزمه أي منتخب بالعالم.. نريد مدربا يحقق البطولات كلها.. بيده كل شيء -بعد الله-.. ننسى كل شيء ونتكئ على توفير المال والمعسكرات وننسى فرسان المعركة وهم اللاعبون.. كيف هو استعدادهم الداخلي؟ هل يمكن الوثوق بهم داخل وطيس المافسات؟!
الوطني ناصر الجوهر حقق مع الأخضر إنجازات كبيرة وتاريخية لكن لم يكن شعره أشقر وعيونه رمادية، فتاه بين سياط النقد حتى رحل وهو الأفضل وطنياً على مر تاريخ الكرة السعودية بالأرقام والمنجزات بجانب العميد التاريخي خليل الزياني ومحمد الخراشي الذي افتقدناه بالفئات السنية التي أصبحت حقل تجارب بعده!!
في أبو ظبي وبمشاركة ستة وأربعين نجماً رياضياً كروياً عالمياً منهم محمد الدعيع في احتفالات أكاديمية لوريوس العالمية كنت مدعواً للحفل، قابلت أسد آسيا وجلسنا على العشب الأخضر بعد المباراة الاستعراضية سألته دون تردد: محمد تملك سجلاً كبيراً في مجال حراسة الشباك وخبرة لم يصلها أحد.. لم لا تكون مدرب حراس أو تفتح أكاديمية أو مدرسة لتعليم حراسة الشباك بعد أن تأخذ دورات تدريبية؟
ضحك وقال: لا يستهويني مجال التدريب إطلاقا والشهادات التدريبية لم تنفع ناصر الجوهر وغيره من مدربين عالميين فالإقالات والضغوط تلاحقهم بكل مكان.. بصراحة البيئة التدريبة لدينا ليست جيدة للمدرب الطموح وأنا أعمل محللا بالتلفزيون ومبسوط..!!
على الرغم من مضي أكثر من ثلاثة أعوام على تلك الجلسة إلا أنني ما زالت أتذكرها جيداً فالدعيع لخص مشكلتنا الحقيقية مع المدربين الوطنيين وغيرهم..
نحن نطلب منهم كل شيء، أن يصنعوا جيلاً من اللاعبين.. هذا ليس دورهم..!!
أن يحققوا الفوز دائما.. مستحيل..!!
في دورة الخليج بالبحرين كان الأمر سهلا على ريكارد وعلى من معه باتحاد الكرة وإدارة المنتخب.. سهلا جدا جدا جدا..!!
كان بإمكانهم أن يؤكدوا أن الأخضر ذاهب لإكمال إعداده لكأس آسيا واختبار عناصره الشابة..!!
فقط كانت تلك العبارات كافية وشافية للهروب من جحيم الضغوط..!!
نحن نعرف أن دورات الخليج دورات لا تخضع للأمور الفنية إطلاقا فلم لا نعتبر من التاريخ ونقحم الأخضر في أتون مأزق الوعود؟!
قبل مشاركة منتخبنا في دورة الخليج باليمن تشرفت بمكالمة مع الأمير نواف بن فيصل وتحدثنا عن مستقبل المشاركة فتناولنا الحديث عن مشاركة المنتخب الرديف وذهاب الأخضر دون ضغوط وكان الأمير مع هذا الرأي من قبل الذي حصل بالفعل فوصلنا للنهائي وكدنا أن نحرز البطولة!!
الأمر بسيط لكن الخبرة خذلت اتحاد الكرة وإدارة المنتخب.. أنت تعيش وسط صخب وضغوط وتحديات فلم تطلق الوعود فيما لا تملك؟!
أعود أيضاً لأقول إن اللاعبين مسؤولين عما يحصل لذلك يجب وضع رجل صارم وقوي وصاحب كاريزما عالية يمكن أن يحسب له أي لاعب ألف حساب وما حصل مع الأخضر من فوضى بالبحرين لا يمكن أن تبرر أبداً فقد تحول اللاعبون لمقدمي برامج..!!
أخيراً: يجب أن نعترف بتطور الآخرين وقدرتهم على المنافسة بالغرب الآسيوي ومن هذا المنطلق سنكون على قدر الموقف وإلا سنظل نحضر مدرباً بعد آخر حتى يفلس العالم من المدربين ولن نجد مخرجا سوى بتطوير الوطنيين أو الاستعانة بسباكين..!!
قبل الطبع:
لو عرفت نفسك تماما لخدعت عدوك بسهولة..!!
msultan444@hotmail.com@msultan444 :تويتر