إدارة مرور الرياض تتحدث أحيانا لوسائل الإعلام في توقيت غير دقيق، وكأنها تجهل خصائص مدينة الرياض فهي تقول: (استعداد وجاهزية إدارة مرور الرياض لإجازة الفصل الدراسي الأول لهذا العام، فقد تم إعداد الخطط والبرامج اللازمة وتجنيد جميع الإمكانات الآلية والبشرية لمواجهة الكثافة المرورية المتوقعة على المحاور الرئيسية والطرق بالعاصمة لإجازة الفصل الدراسي). انتهى. هذه تصاريح لا تعبر عن واقع مدينة الرياض هذه الأيام التي تشهد في هذا الوقت حالتين هما الهجرة العكسية إلى المحافظات والمدن الصغيرة والقرى, والحالة الثانية انكفاء الناس في منازلهم بسبب شدة البرودة.. الرياض لها طراز ونظام مختلف عن عواصم العالم زحامها يقل في العطل الدراسية والرسمية للموظفين وتختنق بعودة الحياة الدراسية فهي مرتبطة بالطلاب والمدارس والجامعات.. المرور يعرف جيدا أن فترة الذروة هي عودة الطلاب إلى المدارس، ويعرف جيدا أن شوارع رئيسية تعيش اختناقا دائماً في أيام العودة ومنها على سبيل المثال: الدائري بكل أضلاعه, وطريق الملك فهد, والملك عبد الله, والملك عبد العزيز, والامتدادات الشمالية طريق أبو بكر وعثمان - رضي الله عنهما -, والإمام سعود بن عبد العزيز (مخرج 9) , ومخارج الشرقية القصيم ومكة المكرمة, هذا فقط شمال الرياض، أما الجنوب والغرب والشرق فهي حكاية طويلة.
نريد من مرور الرياض أن لا يزايد علينا ويدعي التنظيم والانضباط وسيطرة جهازه (مركز القيادة والتحكم) ونحن نعيش معاناة يومية وصراعا طويلا مع السير وحركة المرور للوصول إلى أعمالنا ومواعيدنا وقضاء حاجاتنا الضرورية من الأسواق.. لا نشاهد في الشوارع سوى الحواجز الأسمنتية وكاميرات ساهر وإذا صادف أن شاهدنا سيارة مرور في اختناقات الطرق إما نراها تطلق أصوات الإنذارات لفتح المسار لها للعبور، أو نراها تغلق مداخل الطرق الرئيسية وتضاعف من الزحام على خطوط الخدمة..
مرور الرياض له سجل مع سكان الرياض غير مرض لأننا نعيش في زحام دائماً لأكثر من (10) سنوات وحتى الطرق الجديدة التي فتحت شمال الرياض: مخارج (5,6,7) وامتداداتها شمالا صممت تقاطعاتها بنظام الدوارات وزودت بالإشارات لتصبح مصائد تخنق المدينة, التي خطط للامتدادات الشمالية أن تكون حلا لفك الاختناق.
الرياض في الإجازات هادئة ولا تحتاج من المرور الاستنفار والوجود الكثيف , تريد من (مركز القيادة والتحكم) إخراجنا من الجو المروري الخانق في عودة المدارس.