صباح (الخميس الماضي) خرجت مذيعة إحدى القنوات (اللبنانية) عن السياق وهي تحمل (مسدساً) بيدها اليسرى و(موبايل) بيدها اليمنى، وتقول: «بدي أنتحر لو ما تغير سلوكنا بالموبايل.. هيك بدنا نموت من كثرة الاتصالات اللي بلا طعم».. وختمت السيمفونية الصباحية بسؤال (الشيف حدها): «دخلك لشو رافع حواجبك»؟!
الشاشة (أمانة) يا سيدتي الكريمة، ولا يُستساغ أن تمر مثل هذه التصرفات (غير الموزونة) في برنامج تشاهده الأسرة العربية دون عقاب رادع، وليس مجرد (رفع حواجب)؟!
بعض المذيعين يشعر بـ(الغرور)، ويعتقد أنه وصل إلى مرحلة توجب على جميع المشاهدين التصفيق له وقبول (خزعبلاته) مهما كانت، متناسياً أن المشاهد يملك سلاح (الريموت)، ولم يعد مجبراً على تحمل (الزلات المتكررة) على الشاشة، والخيار الأسهل له ترك المحطة برمتها!
أعتذر عما سيرد بين الأقواس، ولكن أحد المذيعين المصريين المصنفين من فئة (الكبار) انفعل نهاية الأسبوع الماضي في برنامجه (آخر النهار)، وقال: (أنا زبالة ومليكش دعوة بيا) رداً على مداخلة من أحد ضيوفه!
ما ذنب المشاهد وهو يتابع مع أطفاله مثل هذه الكلمات غير اللائقة، التي تغلق كل أبواب الحوار والنقاش المهذب خلال (برنامج جماهيري) كما يسوق له؟!
هناك أنواع من المذيعين الذين ابتُليت بهم (الشاشة العربية)، وأصبح لزاماً على المشاهد التفريق بينهم، والحذر مما يقدمونه, كـ(المذيع الطبل) الذي يتحدث على قدر الضرب أو الدفع! وهناك (المذيع الفارغ) الذي لا يزيد عما يكتب أمامه على (الاتوكيو) أي شاشة القراءة أمامه، أو يسمعه عبر (الاربيس) أي سماعة التواصل مع المعد، ومن الأنواع الجديدة (المذيع السوبرمان) وهذا يستحق أن نفرد له (مقالة كاملة) عما قريب!
ولعلنا نختم بالمذيع (الكسول)، وأنا هنا أقصد (المعلق الرياضي) أكثر شخص يكذب علينا طوال (90 دقيقة)؛ لأنه يصف المباراة والسجال بين الفريقين، ويطالب كل فريق بمزيد من الهمة، بينما هو (جالس على الكرسي) وأمامه (كيس فصفص)، و(يصارخ بأعلى صوته): «الحق.. شوت.. تحرك.. لا توقفون يا شباب.. الهمة! وين العزيمة..؟ وين الإصرار والقتال؟».
التقديم (عملية احترافية)، تميز كل قناة عن أختها؟!
فمن يقدم برنامجاً (أول النهار) ليس بالضرورة أن يصلح لآخره!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com