في الوقت الذي تزداد فيه عزلة الكيان الصهيوني دولياً بسبب سياسته العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، يزداد تطرفاً وصلفاً في إجراءاته القمعية والوحشية والعقابية، للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، متنكراً للاتفاقات الموقعة معه، ومتجاوزاً كافة الأعراف والاتفاقات الدولية في هذا الشأن، دون حسيب أو رقيب على تصرفاته، التي تجاوزت المعقول، والمتمثل آخرها في حجزه لأموال الضرائب الفلسطينية المتوجب عليه دفعها لدولة فلسطين، عقاباً لها ولشعبها، على الإنجازات الدبلوماسية التي حققها الشعب الفلسطيني وقيادته، بحصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، وبتصويت أغلبية دولية غير مسبوقة لصالح عضوية فلسطين، عرَّت مواقف الكيان الإسرائيلي وحلفائه من عملية السلام في فلسطين.
تأتي هذه الإجراءات والسياسات العقابية من قِبل دولة الاحتلال ظناً منها أنها تثني الشعب الفلسطيني وقيادته عن مواصلة درب الصمود والنضال بمختلف الطرق المشروعة لانتزاع واسترداد الحقوق الوطنية الفلسطينية المسلوبة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، ويظن الاحتلال أيضاً أن الأمة العربية مشغولة اليوم بنفسها ولا وقت لها للتفكير بالشعب الفلسطيني وقضيته، وأن مكانة القضية الفلسطينية قد تراجعت لدى العرب، وأن الفرصة مواتية له لتصفية القضية الفلسطينية إلا أن صاحب الحكمة وبعد النظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، يخيب مثل هذه الرهانات السياسية الخاسرة والأوهام المرضية لدى البعض، وكما هو دائماً، وسياسة المملكة الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته وقيادته المتمثلة في توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المادية والسياسية، يرسل اليوم خادم الحرمين الشريفين رسالة أخوة ومحبة من الشعب السعودي إلى الشعب الفلسطيني وقيادته، ورسالة سلام إلى العالم عندما يؤكد على استمرارية سياسة المملكة في هذا الشأن، وأن القضية الفلسطينية ستبقى على رأس اهتمامات المملكة العربية السعودية والعرب جميعاً، في هذا السياق تأتي توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتحويل مائة مليون دولار إضافية لموازنة دولة فلسطين، لتفهم دولة الاحتلال وحلفاؤها أن الشعب الفلسطيني ليس وحيداً في المواجهة، وأن أشقاءهم في المملكة العربية السعودية لن يقبلوا ولن يسكتوا على هذه الإجراءات العقابية التي يعرضون الشعب الفلسطيني لها، قولاً وعملاً، وستبقى المملكة العربية السعودية الحضن الدافئ الداعم للشعب الفلسطيني، وستبقى المملكة النموذج الرائد للأشقاء في تقديم مثل هذا الدعم التي ترى فيه واجباً عليها، ولن تسمح لأحد أن يسقط القضية الفلسطينية من رأس اهتماماتها ولا من الاهتمامات العربية، خصوصاً أن قرار خادم الحرمين الشريفين هذا يأتي والرياض تستعد لاستقبال الملوك والرؤساء العرب لعقد قمتهم الاقتصادية والتنموية الثالثة، والتي ستعقد يومي 21 و22 من الشهر الجاري، لتعلن باسم العرب جميعاً أن الشعب الفلسطيني ليس وحيداً في المواجهة، وأن العرب سيقومون بما يتوجب عليهم من مواصلة دعم صمود أشقائهم الشعب الفلسطيني لانتزاع حقوقهم المشروعة وترجمة الإنجازت السياسية والدبلوماسية التي حققها النضال الفلسطيني في الساحة الدولية على أرض فلسطين، كحقيقة واقعة من خلال عملية سلام حقيقية تفضي إلى تطبيق الشرعية الدولية وقراراتها بشأن فلسطيني وتصبح فلسطين بموجبها دولة مستقلة وذات سيادة وجزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي وعضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة.
E-mail:pcommety@hotmail.comعضو المجلس الوطني الفلسطيني - الرياض