هي بلا شك خطوة ملحة ورائدة لمزيد من العطاء العلمي وصناعة نسيج من التعاون البحثي الفعال، تلك التي خطاها كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية بجامعة الملك سعود حين نظّم الملتقى العلمي الأول للمشرفين على الكراسي والمراكز العلمية السعودية في خارج المملكة العربية السعودية وداخلها..
.. ذلك أنه مثّل ساحة لقاء مثمر لتبادل الخبرات في حل المشكلات وتجاوز المعضلات، وكذلك نقطة عمل دائمة لتناقل المعلومات وتبادل الأفكار العلمية في مجال البحوث والدراسات المتخصصة والتاريخية بين الكراسي العلمية السعودية في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. وإذا كان هذا الملتقى الأول فهناك ملتقيات تالية؛ ما يعني - إن شاء الله - تلافي الازدواجية في العمل والإنجازات بين الكراسي العلمية المتماثلة والمتقاربة في الاختصاص، وكل ذلك سيعود بالنفع والوفر المالي والزمني على مخرجات هذه المؤسسات العلمية المتخصصة. أيضاً هي مناسبة لبناء آلية واضحة وإيجابية لتبادل الزيارات المتخصصة وخلق بحوث ودراسات مشتركة، تتوافر فيها أعلى درجات التمحيص والتحقيق العلميين، وتقدم فوائد نقية، وهذا هو العهد بالأعمال المشتركة، والاتفاق على لوائح داخلية تنظم إيفاد الأساتذة والطلاب والباحثين والباحثات من وإلى تلك الكراسي؛ وبالتالي صناعة تقاليد تعاونية علمية ينضم إليها الكراسي المقبلة، تمهد لجمعية أو لوحدة إدارية أو نقابة لجمع هذه الكراسي وتعاضدها وتنشيط الرقابة البينية داخلها وتفعيل أنشطتها ووضعها أمام مسؤولياتها وجهاً لوجه.
ويقدم التعاون القائم بين دارة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود، ممثلة في قسم التاريخ على إدارة كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، أنموذجاً مثالياً في إدارة الوقت والجهد من خلال تبادل المعلومات لدى الطرفين وترحيل الأفكار الجديدة غير ذات الاختصاص إلى الطرف الآخر، وبناء منطقة عمل مشتركة تحقق التكامل والتعاضد في الإنجاز الواحد حرصاً على التنشيط النوعي للمخرجات العلمية حول تاريخ الجزيرة العربية، وهذا الأنموذج الناصع لم يكن ليكون لولا رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز واهتمامه بالحركة البحثية العلمية حول التاريخ الوطني والتاريخ العربي والإسلامي ومتابعته الدؤوبة للجديد في هذا الشأن وحفزه للدارة والكرسي بتوسيع دائرة العمل وفق خطة ممنهجة ورؤية واسعة الأفق يتبناها سموه - حفظه الله - وذلك لما عُرف عن سموه - حفظه الله - من حبه للتاريخ وعشقه للمعلومة التاريخية ودقته التي أبهرت المتخصصين في تفاصيل الأحداث والشخصيات، ومقاربته ومقارنته للأحداث التاريخية جعلت منه أميراً للمؤرخين وسادناً مدججاً بالعلم والمعرفة والخبرة للتاريخ الوطني، كما أن رعايته - حفظه الله - للنشاط العلمي في مجال التاريخ بصفة خاصة وواضحة، وآخرها رعايته لهذا الملتقى الناجح، أعادت للباحث التاريخي والأكاديميين المتخصصين والمؤسسات ذات الاهتمام شعور الاعتزاز وروح الاعتداد بالنفس بعد أن عادوا للواجهة المعرفية، واصطفوا مع غيرهم لخدمة الدين والوطن، وطردت المتطفلين على التاريخ إما بداع من العاطفة أو لدافع من التعصب.
كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية مؤسسة علمية ثرية، سواء بأهدافه العلمية أو بإدارته وبملتقاه العلمي الأول الذي تشف فكرته عن مستقبل زاهر لهذه المؤسسة العلمية النشطة، وأولاً وأخيراً برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز.
نائب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز