** قد تُقبل (الإثارة) في وسائط الإعلام الجديدة بوصفها تأتي بلا أسماء أحياناً وبلا مسؤولية أحياناً أخرى، وبالتالي تزيد فيها جرعة الإثارة لمجرّد الإثارة.
أما (الصحافة الورقية) فهي شأن آخر لأنّ الكلمة فيها مسؤولية، فضلاً عن أنّ الإثارة لمجرّد الإثارة - تشد إليها بعض القراء لبعض الوقت لكن تُفقدها بالأخير متابعيها وقراءها ومصداقيتها.
لقد شدّتني إجابة موضوعية للأستاذ طلال بن حسن آل الشيخ رئيس تحرير صحيفة (الوطن) بالحوار الذي أجرته معه صحيفة (سبق)، فقد سأله محررها أ. شقران الرشيدي حول: خفوت صوت الإثارة بالوطن.. فكان جوابه المهني والمنطقي ((قد يكون صوت الإثارة خفّ بالوطن عن السابق لكن الآن نسعى للبحث عن (المصداقية) وتقديم الشيء المفيد للقارئ وليس (الطهبله) دون محتوى صادق)).
كم هو حسن يا حسن هذا الجواب فالإثارة - كما أشرت - قد تجذب القراء حيناً من الدهر، لكن سرعان ما ينصرف متابعو المطبوعة عنها.
إنّ الأهم الذي يحقق النجاح الدائم وزيادة الانتشار ويوصل رسالة الصحيفة هو: (المصداقية)، والصحافة عندما تغيب عنها (المصداقية) بالرأي والخبر فإنها تفقد (شرفها) المهني ، وبالتالي تضيع رسالتها بدلاً من أن تضوع بالوعي.
إنها رؤية صائبة من رئيس تحرير صحيفة ناجحة، لم يؤثر ابتعادها عن الإثارة على انتشارها.
زبدة القول:
الإثارة تثير البلبلة فقط بينما (المصداقية) هي (صداق) الصحيفة الذي تقدمه بين يديْ قرائها.
***
=2=
** هذه الشاعرة
ووجدها الصادق على شريكها))
** شدّتني هذه الأبيات النبطية الجميلة لشاعرة نبطية أوردها د. ناصر الحجيلان نقلاً عن كتاب (شاعرات من البادية) للأديب عبدالله بن دواس، وهذه المرأة تصوّر حالتها بعد ابتعد عنها زوجها بحثاً عن الربيع والكلأ وتركها وحدها.. ومن شدّة وجدها على زوجها تمنّت أن يأتي الخريف وتعود رياح (الهيف) وسموم الصيف، تلك التي تقضي على أزهار الربيع.. فهي لا يهمها الربيع.. بل ربيعها عودة شريك حياتها ومنامها ومنامها ، ولهذا لم تستطع أن تخفي مشاعرها، وعندما أبدتها خشيت أن يلحقها لوم فكان اعتذارها اللطيف، وفي ظني غير الصادق - في بيت مقطوعتها الأخير:
(متى عل الله يهبّ الهَيف
يُومي بعشْب الزماليقِ
إذا نزلنا ليالي الصيف
يمْلا النظر شوف عشّيقي
لو يذبحوني هَلَي بالسيف
حلفت لأسْقيه من ريقي
قلته على المزح والتوصيف
تِفضاة بال ٍعن الضيقِ)
***
=3=
** أخشى إن قطعت عادتي!
* كان عبدالله بن جعفر كريماً جداً فقال له معاوية يعاتبه: «ألم تعلم أنّ الدنيا تقبل حيناً وتدبر حينا؟» قال: يا أمير المؤمنين أعلم, ولكن الله عوَدني عادة, وعودت عباده عادة، فأخشى إن قطعت عادتي عن عباده أن يقطع الله عادته عنّي..!
رؤية تراثية صادقة لا تحتاج إلى تعليق.
***
=4=
** آخر الجداول
للشاعر عبدالعزيز العجلان:
(ولي وطن آليت أحضن تربه
ويحضنني حتى تذوب القصائد
أنا منه خلف البعد لحن مغامر
يراوده شاد ويرويه مغامر)
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi