كتب - زبن بن عمير:
تابعت مدارات شعبية الموضوع الذي تم نشره في عدد 14698وتاريخ 25-12-2012م والذي تطرقنا من خلالها إلى التراث غير المادي في المملكة العربية السعودية وألقينا اللوم من خلاله -معتقدين بذلك- على المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية في باريس والتي يرأس وفدها سعادة السفير الدكتور زياد الدريس ومن خلال الاتصال بسعادة الاستاذ طارق بن عبدالعزيز المهيزع المستشار الثقافي في المندوبية الدائمة وممثل وزارة الثقافة والإعلام في المندوبية الدائمة لدى اليونسكو وضع النقاط على الحروف ووضح مدى الخلط الحاصل والذي كان لدينا في مدارات ولدى الكثيرين في هذا الأمر، حيث استهل حديثه بأن تسجيل تلك المواد التراثية هو من عمل المندوبية أمر صحيح ولكن هذا يتم بعد وصول الملف مكتملاً من وزارة الثقافة والاعلام ممثلة بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، حيث وضح سعادته بأن معظم الدول غير العربية بدأت متأخرة في تسجيل تراثها وان أكثر دولة في هذا التسجيل هي الصين التي سجلت 36 عنصراً علماً بأن الاجراء لتسجيل أي تراث يبدأ من البلد نفسه ممثلة بهيئات أو وكالات التراث أو وزارات الاعلام والثقافة وذلك بعمل سجل حصر لتراثها غير المادي وهذا الأمر الذي لم يتم البدء فيها في المملكة العربية السعودية الا من العام الماضي ثم بعدها تأتي خطوة التسجيل ومن ثم العرض فالمناقشة فالتصويت، وقد بدأنا بمبادرة منا بملف العرضة لكي تعده وزارة الثقافة والاعلام ولا يزال الملف يتم ترتيبه لأنه يحتاج معلومات كبيرة وكثيرة تحتاج وقت لذلك ومن خلال خبرتنا قمنا بسحب الملف بعد رفعه من الوزارة لأنه لم يكن مكتملاً نظراً لقلة الخبرة في عمل مثل هذه الملفات بسبب عدم اكتماله مع العلم انه قد تم الاعتراف به كعنصر تراث موجود ولكن غير مكتمل الملف وبادرنا بسحبه لكي لا يتعرض للايقاف ومن ثم ننتظر أربع سنوات اخرى لاعادة طرحه من جديد، مشيراً إلى انه يتوقع الانتهاء منه في السنة القادمة مع ملف المزمار أيضاً وقد اشار المهيزع إلى انه ومن المفترض ان تكون المبادرة من الوزارة وليس المندوبية الدائمة، مؤكداً سعيهم في حال ذلك لحشد الجهود للتصويت بحكم العلاقات التي تتمتع بها المملكة من خلال ممثليها وقد ابدى الاستاذ طارق ملاحظته من ان الدول العربية ضعيفة في هذا المجال مقارنة بالدول الاخرى في حين وضح ان لجنة التراث في اليونسكو بدأت في تقليص مناقشة الملفات إلى 60 في الاجتماع السنو، علماً بأنه كانت قبل ذلك قد ناقشت 120 ملفا في اجتماع واحد وكل هذه الملفات تمرر على لجنتين استشاريتين تعطي توصيات لمناقشة الملف أو رفضه أو اعادة استكماله ومن ثم يتم عرضه على اللجنة المشكلة من 24 دولة منتخبة تصوت عليه وقد يقبل الملف حتى لو كان رأي اللجنة الاستشارية سلبياً تجاه الملف وهذا ما يحدث غالباً في حالة اعادة الملف.
مختتماً المهيزع حديثه بأن عناصر التراث نفسها تنقسم إلى قسمين الأول قائمة التراث العالمي غير المادي والثاني قائمة التراث العالمي المعرض للخطر والفرق بينهما ان المعرض للخطر يسجل اسرع ويتم العمل لإعادته من جديد ودعمه وقد تلجأ له بعض الدول لتسجيل تراثها بشكل اسرع مع ضرورة اكتمال الملف.
ومدارات تتقدم بالشكر لسعادة السفير الدكتور زياد الدريس والاستاذ طارق المهيزع للاستجابة وتوضيح هذا الملف، موجهين نداءنا لمعالي وزير الإعلام للاهتمام بهذا الملف وخصوصاً أن المملكة العربية السعودية تزخر من شمالها إلى جنوبها بأنواع التراث غير المادي وليس العرضة والمزمار فقط.