|
حوار - بسام اللحياني:
على الرغم من وجوده في نادي الوحدة كحارس ثانٍ إلا أنّه استطاع أن يشقّ طريقه للنجومية حينما منحت له الفرصة قبل سنتين، حينها بزغ نجمه في بطولة ولي العهد وفي كأس الملك عندما كان الفريق الأولمبي لنادي الوحدة هو من يشارك في تلك البطولة، فالبطولتان قادتاه بِشَكلٍّ سريع للانضمام للمنتخب الأولمبي حيث مثَّل المنتخب كحارس أساسي.
«الجزيرة» التقت بحارس الوحدة «أحمد الفهمي» وأجرت معه حوارًا تناول فيه أسباب تدنِّي المستوى الوحداوي وغيابه عن تمثيل الفريق ووجهته القادمة.
** أحمد الجميع يتساءل من منتصف دوري الدرجة الأولى، لماذا غاب أحمد الفهمي عن الحضور كأساسي مع الفريق الأول رغم المستويات الكبيرة التي قدَّمتها قبل الهبوط لدوري الدرجة الأولى؟
- حقيقة أنا جاهز فنيًّا وبدنيًّا وذهنيًّا ولله الحمد، ولكن أمر مشاركتي من عدمها بيد المدرِّب وأنا احترم قرار المدرِّب وأنا رهن إشارته، إضافة إلى ذلك وجود حارس عملاق مثل عساف القرني الذي نتعلم منه ونستفيد من خبرته في الملاعب وكما تعلم وجود عساف يعطيني دافعًا أكبر للعمل بجدٍّ وللمنافسة معه على الخانة.
** ولكنك حينما حضرت كأساسي مؤخرًا كنت خيارًا نظاميًا للمدرِّب بدلاً من عساف الذي لا يحق له المشاركة بعد انتهاء عقده؟
- أمر طبيعي وأنا كما ذكرت رهن إشارة المدرِّب وفي النهاية أنا مع مصلحة الفريق.
** لكن هل تعتقد أن مشاركتك في هذه الفترة السيِّئة التي يمرُّ بها نادي الوحدة انعكست عليك إيجابًا أم سلبًا؟
- كما تعلم اللعبة جماعية وأنا على يقين أن النجاح هو نتاج للعمل الجماعي وكذلك الفشل فيما لو حصل لا سمح الله. وبالتالي بالرغم من أن مستوياتنا لم تكن مرضية إلا أني أستطيع القول إني راضٍ عمَّا قدَّمت عطفًا على الظروف التي نمرّ بها جميعًا.
** برأيك ما الأسباب وراء ظهور الفريق بهذا المستوى غير المرضي للجماهير؟
- في اعتقادي أن السبب هو أولاً كلاعبين داخل الميدان وثانيًّا أعتقد أن العامل النفسي له دور كبير وثالثًا غياب عناصر الخبرة بِشَكلٍّ مفاجئ أخيرًا العامل المهم والمؤثِّر اللاعب الأجنبي.
** تطرَّقت للعامل النفسي ودوره في النتائج الحالية، كيف يكون ذلك؟
- الفريق كما تعلم بعد لقاء الاتفاق الأول تلقى خسائر متتالية، هذه الخسائر كانت تزيد من الضغوط النفسية علينا كلاعبين في محاولة الخروج من المأزق بأيِّ طريقة من خلال كسر الخسائر المتتالية التي أصبح تراكمها واضح على مستوياتنا ونفسياتنا بالتأكيد.
** إذًا هل تؤيد وجود طبيب نفسي مع الفريق للتَغلَّب على هذه المشكلة؟
- أنا مع هذه الخطوة، بل أطالب الأندية جميعها بتطبيقها، ولكنّ في ذات الوقت أنا ضد أن تكون فقط للقاءات خاصة ومحددة دون غيرها من لقاءات الدوري الأخرى؛ بمعنى أنني كلاعب احتاج إلى طبيب نفسي قريب من اللاعب ويمارس عمله بِشَكلٍّ دائمٍ ويوميٍّ حالة من حال الجهاز الفني والإداري، ما يعني قربه من اللاعب وبالتالي معرفته بمشكلات اللاعب الخارجيَّة التي ربَّما يكون لها أثرٌ على مشكلاته داخل المستطيل الأخضر.
** كيف كانت معسكرات الفريق قبل انطلاق الدوري وفي منتصف الدوري سواء في تركيا أو الشارقة؟
- من أجمل ما يكون وكانت تعطي أثرًا إيجابيًّا كبيرًا ودلالةً على ذلك أننا كنَّا نسجل انتصارات في لقاءاتنا الوُدِّية ونقرن ذلك بالمستوى ونرفع من معدل اللياقة لدى اللاعبين، بالعكس أرى أنهَّا إيجابيَّة.
** ولكن لماذا لا نرى أثرًا للمعسكرات على أرض الميدان؟
- كما ذكرت لك أمور كثيرة تقف عثرة أمام ظهور الفريق الوحداوي بشكله وهيبته القوية المعروفة عنه ونحن قادرون على العودة متى مازالت هذه الظروف التي في طريقها للحلِّ بجهد الإدارة مشكورة.
** ولكن أحمد يقال: إن التغيير الإداري والفني المتكرر له دورٌ في تدنِّي المستويات؟
- لا أعتقد ذلك والدَّليل على ذلك أننا خسرنا مع كل المدرِّبين الذين مَرُّوا على الفريق خلال دوري زين، فالخلل أولاً يبدأ من اللاعبين والظروف المحيطة بهم مثل العامل النفسي واللاعب الأجنبي المؤثِّر وعدم وجود لاعبي خبرة كثر، ولكن قد يكون له نسبة بسيطة.
** مديرو فرق كثر مَرُّوا على الفريق حالهم من حال المدرِّبين.. كيف وجدتم التعامل؟
- حقيقة لم يقصِّر أحدٌ منهم معنا كلاعبين من خلال الاهتمام والسؤال، ولعلي هنا استغل هذا السُّؤال لتوجيه الشكر للأستاذ عصمت بابكر والأستاذ حسين الزبيدي اللذين بِكلِّ أمانة يستحقُّان كل تقدير.
** ماذا عن الرواتب، هل هي كما نسمع تنزل في وقتها المحدَّد؟
-الحمد لله الوضع في الوحدة أفضل بكثير من أندية جماهيرية وكبيرة ولديها راعٍ رسمي.
** عرف أحمد الفهمي وبرز اسمه محليًّا من خلال المنتخب وتحديدًا بطولة الخليج التي شارك فيها المنتخب الأولمبي. أين أحمد عن العودة للمنتخب من جديد؟
- على المستوى الأولمبي فالسنُّ لا يسمح، أما على مستوى المنتخب الأول فأنا على أهبة الاستعداد لتمثيل المنتخب وجاهز للعودة والتشرف بخدمة بلدي متى ما تَمَّ استدعائي.
** إدارة نادي الوحدة قبل فترة بسيطة جدَّدت عقود لاعبين منهم عساف القرني وتعاقدت مع حارس آخر. لماذا لم تجدِّد معهم؟
- لأنه لم تتم مخاطبتي رسميًّا حول التجديد من عدمه.
** وكم المتبقي في عقدك؟
تبقى تقريبًا أسبوعان وأدخل فترة الستة أشهر الأخيرة من عقدي مع نادي الوحدة.
** تواترت أنباء عن عروض مقدمة لك محلية وخليجية.. ما صحة ذلك؟
- حقيقة أنا تركت كل هذه الأمور لوكيل أعمالي الأستاذ صالح الداوود؛ لأن أيّ مخاطبات ستكون عن طريقه مباشرة. إضافة إلى ذلك الحديث عن العروض غير مجدٍ حاليًا
** هل أفهم أَنّك ترغب في البقاء في الوحدة؟
- دعني أقول لك أمرًا مهمًا أنني أتنفس هواء هذا النادي منذ أن كنت صغيرًا في الفئات السنية وأعشق كل الذكريات الجميلة فيه وقبل ذلك أنا ابن لمكَّة المكرمة المدينة التي شرَّفها الله وبالتالي أجد أن خدمة نادي الوحدة ورياضة مكَّة شرف كبير، ولا أخفيك أني أتمنَّى البقاء في الوحدة، فهي تمثِّل لي بعد روحي وكذلك أعشق المدرج الأحمر الذي ابتدأت منه وسأعود بإذن الله إليه، فهذه الجماهير لا تتخيل ماذا تصنَّع فينا كلاعبين، فهم أقرب ما يكونوا لنا، ولكن -كما تعلم- أنا لاعب محترف وأبحث عن العرض المناسب متى ما وجدته فسأتجه إليه.
** ولكن ماذا عن تعاطي إدارة الوحدة معك ومع اللاعبين في موضوع تجديد العقود؟
- لا أخفيك تعامل الأستاذ علي داوود معنا راقٍ لأبعد حدٍّ والرَّجل على مستوى عالٍ وكبير من الخلق والأدب ولا يمكن بأيِّ حال من الأحوال أنّه يَرَى مصلحة النادي في تجديد عقد لاعب إلا وسيكون حاضرًا لما فيه خدمة الكيان، لذلك أنا وزملائي لسنا قلقين من هذه النَّاحية.
** أخيرًا ماذا تودُّ أن تقول؟
- أتوجه بالشكر لكم في جريدة «الجزيرة» على حضوركم وتألقكم في كثير من المناسبات ووجودكم الدائم في الوحدة، وبحول الله سيقدرنا الله أن نرسم الفرحة على محيا الجماهير الوحداوية.