عظمة التاريخ تتجسَّد في الأعمال العظيمة التي تبقى ماثلة للعيان.. وعندما يُعلن خادم الحرمين الشريفين الميزانية الأكبر في تاريخ المملكة، فإنه يُعلنها إخلاصاً لله تعالى ووفاءً للوطن والشعب الذي يبادله الحب بالحب والوفاء بالوفاء.. وشأن القادة التاريخيين أن يعيشوا الحالة النادرة من التلاحم مع المواطنين الذين تابعوا باهتمام كبير صحة خادم الحرمين الشريفين، وكانوا يلهجون بالدعاء لمقامه الكريم بالصحة والعافية، معبّرين عن مشاعرهم الجياشة ومحبتهم الصادقة، رافعين أكف الضراعة لله تعالى بأن يديم على خادم الحرمين الشريفين نعمة الصحة والعافية، منوهاً أن هذه المشاعر الوجدانية الصادقة تُعتبر تجسيداً حقيقياً للعلاقة المتينة بين قيادة هذا البلد ومواطنيها، وتتجلى من خلالها متانة اللُحمة الوطنية بأجمل صورها وأصدقها.
إن إطلالة الأب والقائد والإنسان على شعبه وأمته العربية، وعالمه الإسلامي، جاءت كبشرى للعالم أجمع، لأن خادم الحرمين الحرمين رجل السلام والأمن والحوار والإنسانية في العالم أجمع، كما أن حكمته ومبادراته لخير الإنسانية وأمنها كانت علامة راسخة في مسيرته النيّرة، إن الدور المؤثر الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين جعل منه قائداً تاريخياً ورجل سلام للعالم اجمع، اعتُبر بفضل ذلك شخصية العام الأولى في التأثير بالعالم الإسلامي، وأن مبادرته التي ترجمت في مركزٍ تبنته الأمم المتحدة للحوار بين الأديان والحضارات، وافتتح رسمياً في فيينا شاهد للعالم على نموذج نادر حمل همّ الأمة والشعوب.
وفي الوقت الذي عصفت فيه الأزمة الاقتصادية بالعديد من عواصم العالم الكبرى، كانت المملكة تُسجل النجاحات تلو النجاحات، والمنجزات تلو المنجزات على كافة الأصعدة ولا سيما الاقتصادية.. ها هي المملكة اليوم إمكانيات اقتصادية قوية تشارك في رسم المعادلات الاقتصادية العالمية بما يخدم أبناء الأمتين العربية والإسلامية ويعزز مكانة المملكة وشعبها.. كل ذلك يجعل خادم الحرمين الشريفين، شخصية متفرّدة تكتب تاريخها الخاص بمنجزاتٍ حقيقية وفاعلة.
إن الميزانية الجديدة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين جاءت مُعبّرة عما يوليه من اهتمام لدعم مسيرة المملكة الاقتصادية والتنموية واهتمامه بالمواطن السعودي وتحقيق رفاهيته بتوفير متطلباته الحياتية.
وصدور ميزانيات ضخمة في هذا العهد يُؤكد حرص الدولة على التوسع في المشاريع التنموية والخدمية، والتركيز في الميزانية جاء مُنصباً على المشاريع التنموية لقطاعات التعليم والصحة والخدمات الأمنية والاجتماعية والبلدية والمياه والصرف الصحي والطرق والتعاملات الإلكترونية ودعم البحث العلمي.
وتضمنت برامج ومشاريع جديدة ومراحل إضافية لبعض المشاريع التي سبق اعتمادها بقيمة 285 مليار ريال، كما أن الصرف على هذه المشاريع يُوضح اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالتنمية في مختلف مناطق المملكة، موضحاً أن قطاع المقاولات السعودي قادر على مواكبة هذه المشاريع بما وصل إليه من خبرة واسعة وثقة عالية.
إننا بهذه المناسبة نتقدم للقيادة الرشيدة بالتهنئة الصادقة لصدور هذه الميزانية الضخمة التي نسأل الله أن يجعلها ميزانية خير وبركة، وأن تحقق تطلعاتهم في الرقي والنهضة الاقتصادية للمملكة في مختلف المجالات.
لكل هذه المناقب، ولكل هذه السجايا استحق الملك عبد الله بن عبد العزيز دعوات الأمناء المخلصين للإنسانية له بالشفاء العاجل والصحة الدائمة، مثلما تلهج له الألسن في كل بيتٍ سعودي بأن يمنحه الله العافية، وأن يمنّ عليه بشفاء لا يُغادر سقماً، وأن يحرسه ربّ الأنام بعين لا تنام.
- رئيس مجلس إدارة شركة علي الفوزان وأولاده العقارية