عندما نذكر الخطوط السعودية نذكر من نفتخر به وهو شعار للمملكة خطوطنا هي اسمنا هي شعارنا هي الوطن، إذا أردنا أن ننهض بهذه الخطوط إلى الأفق البعيد والتميز ووضعها في الصفوف الأولى وهي المكانة التي يُفترض أن تتبوأه، لا بد أن نقيس على غيرنا من الأمم في حضارة ثقافة المسافر، في تعاملنا مع كل جنسيات العالم ويكفي إشارة إلى ذلك موسم الحج والعمرة فهو عن كل سياحة العالم كضغط يجب أن يكون سهلاً مُمتنعاً بمعنى أن يُجند جيشاً من الدارسين لفن الإدارة والتعامل وأن نوسع هذه الدائرة مع الضيوف الكرام وهم يدفعون ثمن تذكرتهم ليجدوا في المقابل خدمات متميزة، شبابنا لا ينقصهم ثقافة ولا ينقصهم عِلماً ولا ينقصهم تدريبا لأن السعودية، هي صاحبة الاسم العريق بين مثيلاتها وصاحبة الخبرة التي تمتد إلى نصف قرن ونيف حريصة كل الحِرص على تثبيت أقدامها بكل قوة وإعطاء بل وضع برامج تدريب ودورات مُتقدمة لمنسوبيها ليواكبوا كل المُستجدات والمُتغيرات التي تطرأ في مجال عملهم كل حسب موقعه في العمل إدارياً أو فنياً، دورات داخلية، خارجية وهذا ما تعمل عليه السعودية في زيادة التحصيل العِلمي ولتقديم أفضل وأرقى درجات الخدمة وليستوعبوا كل تقنيات العصر المتسارعة وليكونوا الواجهة المُشرقة والمشرّفة وليعكسوا الصورة الحقيقية للمواطن السعودي، قبل أن يكونوا موظفين في ناقلتنا الوطنية لأنها خدمة شرّفنا الله بها ونحن من رحم هذه الأرض الطيبة والمُباركة يفترض أن نكون مِثالاً يُحتذى.. هناك حلقة مفقودة بين العاملين في السعودية وأصحاب الأقلام التي تكتب وهماً على السمع وليس بالنظر والاطلاع على الحقيقة برُمتها، يُهول الموضوع حتى يصبح قصة درامية مما يُثير القارئ ويُعبئه سخطاً على خطوطنا وناقلتنا الأولى لا بد أن نعترف أن هناك أخطاء وهذا أمر طبيعي والذي يعمل لا بد أن يُخطئ في أي مرفق حكومي، أو خاص هناك أخطاء وبعض المواقف التي لابد أن نتداركها مع الآخرين وأن نضيق هذه الهوّة لكي لا نترك مجالاً لمتسلق يُعكر صفو الحقيقة ويخلط الأوراق لغاية في نفسه، هناك مطارات عالمية يحصل أحياناً أن تُبقي الراكب فيها منتظراً لِعدة ساعات لأسباب فنية، تقنية، مناخية أو لِعدة أيام لأسباب سياسية ورغم هذا كله يبقى المسافر في هدوء وتقبُل الأمر الواقع، أعزو ذلك لثقافة السفر لديهم.. يبقى تحت رعاية شاملة من قبل الشركة التي يتعامل معها وبكل أريحية يُقدم له اعتذارا وتعويضوكلمة طيبة تمسح كل ضرر تأثر فيه نفسياً، اجتماعياً، إذا أردنا أن نسوق بضاعة (ما) جيدة الصُنع متينة قوية لا بد أن نُثبت بالدليل والبرهان على قدرتها في التحمل وحلقتنا المفقودة بين ناقلتنا الوطنية وأصحاب بعض أقلامنا التي تحتاج قليل من الود والتفاهم بالظروف التي تمُر بها بعض المواسم من كثرة الضغط، لكن هذا ليس بمبرر على السعودية أن تكون جاهزة في كل الأوقات والمواسم وأن تجند كل طاقاتها، الجدير ذكره هُناك تقارير صادره من السعودية تؤكد على حصولها على شهادات وتزكيات من هيئة الطيران الفدرالي على حصول السعودية على دقة المواعيد في كثير من أيام العام.
عندما ننظر إلى بعض دول الجوار وتجربتنا معهم في طريقة التعامل والإنجاز السريع في أسلوبهم أثناء المغادرة إلى تعدد المسارب حيث أعداد المسافرين المغادرين وعملية التنظيم في مغادرتهم التي تفتقرها بعض مطاراتنا مما تسهل في تسريعهم إلى طائرات سفرهم إلا أننا نرى في معظم الأحيان استخدام مسربين على حد أقصى رغم كثافة المسافرين وإمكانية استخدام أكثر من مسرب لِتسريع عملية المغادرة بدلاً من الزحام الذي نشاهده في المواسم، من وجهة نظري المتواضعة أن يكون هناك تنسيق بين السعودية وجهات الاختصاص الأخرى الأمنية، هيئة الطيران المدني.. خدمة للصالح العام لتكون هذه الأمور أكثر تنظيماً وانسيابية حتى صعودهم ووصولهم للطائرة. ثقافة السفر عامل مهم في جعل كل الظروف تخدم هذا المسافر في سُرعة إنهاء إجراءات السفر بتقيده بالأنظمة المُتبعة عالمياً، الحضور في الوقت المُحدد والشروع في المغادرة إلى الطائرة عند سماعه النِداء لا كما يحصل من البعض بعدم استجابتهم لِنداءات السفر المتكررة بلا اكتراث، تجواله في الشراء أو أمور أخرى غير آبه بأهمية الوقت، حمله لِبعض المُقتنيات التي يحظر حملها مع الراكب يفترض وضعها في حقائب الشحن وحتى حمله لأغراض يحظر حملها بتاتاً أثناء السفر أو زيادة وزن ويدخل في جدل مع الموظف المسؤول مما يسبب ويترتب على ذلك تأخيره أو أثناء حمله لأمتعته الشخصية عند النقطة الأخيرة للصعود للطائرات كل ذلك ينعكس بالسلب على الرحلة ويؤدي إلى الإرباك والفوضى قد يؤدي إلى انصراف الباص لِبعض المطارات التي ليس لها توصيلات مباشرة للطائرة، مما يتطلب انتظاره لِباص آخر أو مركبة لِنقله للطائرة ويبدأ في الملل والتذمر ورمي مشكلته على السعودية وأنها هي السبب في كل ما جرى ويبدأ في عرض ذلك الأمر على صديق له في الإعلام ومن ثم تضخيم الأمر دون التأكد من قبل ذلك الكاتب من الطرف الآخر (السعودية). وقس على ذلك أُمورا أخرى وعلى هذه الشاكلة عندما نطرح قضية (ما) أمام المجتمع على الكاتب أن يتحرى الدقة والشفافية في عرض هذا الأمر أو غيره بعدما يستقي الأخبار من كل الأطراف ليكون أميناً في نقله لتلك الصورة والمادة وينقلها على حقيقتها وأن يوجد العلاج الأمثل والطرح المهني الشريف لا أن يترك الحبل على الغارب ويُسلط قلمه دون مراعاة، إنعكاس ذلك وما يسببه من إحراج للسعودية فيما تطمح إليه بشكل حثيث للظهور بمظهر لائق وحَسن أمام الجميع. حدوث خلفني وهذا أمر يحصل في كل مطارات العالم كما أسلفنا، أمر ومشيئة الله سبحانه وتعالى وليس إخفاقاً أو تهاوناً من السعودية أو غيرها من شركات الطيران، رغم أنه كما هو معروف وحسب المعلومات التي أستقيتها من مصادر موثوقة في السعودية بل من البديهي جداً والمعمول به عالمياً أن كل طائرة تخضع لِنظام دقيق في الصيانة حسب الجدول المُعد وساعات الطيران والسعودية حريصة على عمل الصيانة الدورية، حسب كتب الطيران وكـُلما دعت الحاجة.. سوء الأحوال الجوية والمناخية مما يترتب على ذلك تأخير وصول أو مغادرة الطائرات وهذه أمور لا دخل السعودية فيها ظروف وإرادة المولى عزّ وجل حيث تعمل جاهده في إجراء اللازم حال تحسن الظروف المناخية.
النقد ظاهرة صحية ويطالب بها المسؤولين في كل قطاعات الدولة لأن ذلك النقد وليس (الانتقاد) يبني ولا يهدم ويصلح كثير من الخلل والأمور السِلبية ويحرص بدرجة كبرى مُعالجة الأخطاء والسلبيات وإيجاد الحلول وخِلاف ذلك هدم وتجريح وهذا لا نقبله أبداً ولا يقره العُقلاء ويتنافى مع الأخلاقيات وقبل هذا الأمانة التي في أعناقنا وأقلامنا، هناك قد يحصل تقصيرٌ من بعض موظفي السعودية ولكن ليس كما نقرأه أو نطالعه حيث يبالغ فيه أكثر من ما ينبغي، على إدارة السعودية التنبيه على الموظفين أن يكونوا أكثر شفافية وانضباطاً وحِرصاً وديناميكية وقبل هذا التعامل مع ضيوف السعودية وعملائها بالطريقة التي تربينا عليها وهم كُثر والحمدلله وأن نعكس الصورة الطيبة عن أبناء هذا الوطن وأن نكون عند حُسن ظن الجميع.