مؤسف تَضَخُّم الأنا المزري بصاحبه في بعض -منزلقات- الحضور الإعلامي، فالأدب الجمّ يُحتِّم علينا احترام الجميع، ناهيك عن الأنظمة والقوانين التي تكفل لكل شخص ذلك، والإشكالية تكمن حين لا يكون عند -البعض- من التأني، والفطنة، والكياسة، وسرعة البديهة، وارتفاع مستوى سقف الثقافة، ما يجعلهم متماهين بانسيابية ضد إحراجات في لقاءات إذاعية أو تلفزيونية (مباشرة) تضعهم في مواقف كانوا في غنى عنها، إلا إذا أخذتهم بنات أفكارهم لأوهام بطولات من تصوراتهم، أبعد ما تكون عن الحقيقة الماثلة أمام الجميع في واقع -الحاضر- وتاريخ الماضي.. وهنا تختلط الموضوعية المتناهية بالشخصنة التي لا تليق ليكون لسان حال وهم الأنا المتضخمة -النسقي- بيت الشاعر المتنبي:
وَإذَا مَا خَلاَ الْجَبَانُ بِأَرْضٍ
طَلَبَ الطَّعْنَ وَحْدَهُ وَالنِّزَالا
ويقول الشاعر عبدالله لويحان:
خطاة الزول صوره يحسب الجمعة ضحى الاثنين
يغرّ الأجنبي زوله وفي ملبوسه الضافي
وإلى منّك قرعت زناد عرفه مع هل التثمين
لقيته عملةٍ ما تندرج مع كل صرّافي
وحتى أختزل المعنى في عبارة مختصرة محددة نصها (احترم نفسك يحترمك الناس) وإلاّ فبماذا يبرر أحدهم قوله إنه لا يعترف بكثير من قصائد بعض القبائل والمناطق، أليس من اللباقة والأدب الطرح الموضوعي والاستشهاد بما يوثق صحة ما ذهب إليه أو التحفظ حتى لا يقع فيما وقع فيه إذا لم يكن يملك الحجة.. وهذه ضريبة من لا يفرّق بين (الإثارة والبثارة) ثم يتصل بالآخرين في المنابر الإعلامية ليقول امنحوني فرصة التبرير بعد أن (وقع الفأس بالرأس) أتى (يرقّعها) متأخراً بعد أن عرف قيمة فحوى المقولة السائرة (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة More haste less speed).
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com