ليس ثمة جدال ولاشك في أننا أمة وهبها الله تعالى العزة والكرامة والمنزلة المرموقة العالية من بين سائر الأمم من حيث المكان قداسة ومجداً، ومن حيث الزمان الضارب في عمق الحضارة الإنسانية الخالدة بحضارتنا الإسلامية التليدة، وبما تحمله من قيم النهوض والعلم والتقدم، قيم التنوير والإنجاز والتطوير المادي التقني الإبداعي ومخرجاته المنتجة الفاعلة لما فيه صالح الوطن والمواطنين.
ويؤكد هذا المفهوم قائدنا الهمام خادم الحرمين الشريفين - أعزه الله وأمد الله في عمره-، القائد النموذج والأب الحاني؛ فهو صاحب الرؤية السديدة الحكيمة المستنيرة وثراء الفكر والخبرة الإيجابية والتجربة الإنسانية العميقة، فيما هو يؤكد دائماً في خطاباته وتوجهاته وإرشاداته على حتمية التأمل في مفهومات الضرورة التي لا نستطيع منها فكاكاً أمام تحديات ومسؤوليات الوقت الراهن، فهو ذو نظرة كاشفة وحسٍّ صادق ورأي معين في إمكانية تخطي تلك التحديات في هذه اللحظة البينية الفارقة في حياة الكثير من الأمم، وفي مسارها الانتقائي.
ومن يتأمل فيما يدور حولنا من أحداث في المحيط يرى بجلاء الصدع في منظومة المحتوى بشقيه الثقافي والمادي بما ينذر بالاضطرابات الإجرائية والتداعيات السلوكية الخاطئة والتردي في هوة الأزمات السحيقة والتخلي عن الوفاء والفداء والدخول في موجة صراع الاتجاهات والمطالب الفئوية والنوعية، إلا أننا بفضل الله علينا أن منحنا قيادة أبية حصيفة حكيمة ارتأت والكل معها - أن التقدم وعلو الشأن فيه رهن بالتعليم والبحث العلمي وتنمية المبتكرين والموهوبين في المجالات المختلفة علمياً وفنياً.
ولما كان العلم والمعرفة هو أساس التقدم، ولما كنا قد قطعنا في هذا الطريق شوطاً كبيراً، وذلك من خلال الخطط التنموية الحسية الوطنية وفي استراتيجياتها التي تعنى بالتعليم وتقنياته واستخدام التكنولوجيا المتطورة للتنمية مهارات الطلاب وتلبية احتياجاتهم التعليمية ونموهم الأكاديمي وتطويرهم فكرياً واجتماعياً ووجدانياً وبدنياً لإسهامهم القوي في مجالات التقدم بفاعلية ونشاط ووفق معاير الأخلاقية ومباشرة المسؤولية الاجتماعية تجاه التطوير في شخصية الطلاب والعمل على تأهيلهم لانخراطهم في ميدان العمل والتوافق الاجتماعي والرضا النفسي ومهارات الاتصال التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من ذلك، وفي هذا السياق أود أن الفت النظر وأوضح ما يلي: أن البعض من خريجي المؤسسات التعليمية خاصة في مراحل تعليم ما قبل الجامعي ليسوا قادرين على القراءة والكتابة بالشكل الصحيح، وهناك الأخطاء الاملائية والتعثر في القراءة فضلاً عن التدني في المستوى الأكاديمي والمعرفي حتى في العمليات الحسابية لا يجريها إلا عن طريق الآلة الحسابة؛ مما يثير الدهشة أن من يحدث قبله هذا قد أمضى في التعليم اثني عشر عاماً، فما السبب في ذلك: هل من مجيب؟ هل السبب في ذلك المؤسسة التعليمية أم البيئة غير المؤهلة أم تتعلق بمقدرات الطالب نفسه أم ماذا ؟! وكيف تكون المعاملة المناسبة؟
وللحديث بقية إن شاء الله وقدر.