لم يلقَّب الملك عبد الله - حفظه الله - برجل السلام وملك الإنسانية وقائد التحديث والتطور من فراغ، بل جاءت هذه الألقاب، التي أغلبها أُطلق دولياً من خارج المملكة، لأنه - رعاه الله - يحمل على عاتقه مسؤولية البناء والتحديث لكل مفاصل الحياة في هذه البلاد من خلال رؤية مستقبلية وقراءة متأنية للأحداث التي تمر بها المنطقة، وهذا كله يدل على ما يحمله هذا القائد الملهم من رؤية وبصيرة ثاقبة، تقرأ الأحداث بتمعن وإدراك. والمواطن السعودي يلاحظ هذه النقلات المتتالية للوطن، التي تتم على يد هذا القائد المحنك، الذي اكتسح كل مساحات القلوب؛ فتوالت الخيرات تترى على هذا الوطن، وكان آخرها قبل أيام الميزانية التاريخية، ولم يتوقف عطاء الوطن بقيادة الملك الملهم، فكان القرار المفصلي والتاريخي الذي أهداه ملك القلوب لأبنائه من إعلان مجلس الشورى لدورته الحالية، وإقرار إدخال المرأة إلى ردهات وقاعات المجلس بتعيين ثلاثين سيدة سعودية ضمن أعضائه المائة والخمسين؛ لتكتمل الصورة الوطنية داخله؛ ما سيساهم في عطاء أرحب وقرارات تصب في صالح الوطن والمواطنين، ولاسيما أن دور المرأة مهم وحيوي وضروري لمسيرة التنمية في بلادنا، بل إننا ندرك أن المرأة جزء حيوي وفاعل داخل نسيجنا الاجتماعي، ولا اكتمال لصورتنا الاجتماعية من دون المرأة؛ فهي نظرة ملك ثاقبة ومشاركة شورية رائعة لها، ستظهر نتائجها مع أولى جلسات عمل المجلس في الأيام القادمة.
فلنتفاءل بدور المرأة السعودية المتخصصة والمثقفة في المشاركة في حلحلة بعض القضايا التنموية المختلفة؛ لما عُرف عن المرأة من الإخلاص والدقة والإنتاجية فيما يوكل إليها، ولاسيما أنه يوجد من بين العضوات المؤهلات المتخصصة في الطب والتعليم والموارد البشرية والاقتصاد والأدب، وغيرها من التخصصات التي تحتاج إليها التنمية الشاملة.
الأمل والتفاؤل يحدوانا جميعاً بأن يحقق هذا المجلس النجاح وتقديم المشورة النافعة لتقدم هذا الوطن، وتحقيق تطلعات قائد هذه المسيرة الملك عبدالله - رعاه الله - وسمو ولي عهده الأمين والشعب السعودي الذي يعتمد على سواعد أبنائه رجالاً ونساء، واستطاع من خلال التفافه حول قيادته حفر مستقبله بأظافره في الصخر الصلد، مثبتاً تفوقه وتغلبه على كل المعوقات.
وختاماً، شكراً ملك القلوب ورائد التنمية، والتهنئة لأعضاء المجلس كافة على الثقة التي مُنحوا إياها من المليك، ومزيداً من التوفيق لهم والتقدم للوطن.
- رئيس مركز الجريفة بشقراء