|
4 - 3 - 1433هـ تاريخ لن أنساه طيلة حياتي، فهو اليوم الذي فقدت فيه نفسي وروحي إذ أصبحت في هذه الدنيا جسداً بلا روح بعد وفاة زوجي وأخي وصديقي ومستشاري «أبو عبد الرحمن» سمير المقرن، فقيد الوطن فقيد المنطقة الشرقية وفقيد الزملاء وفقيد الجميع وفقيد أسرته وأبنائه.
لن أقول لكم كيف كان أبو عبد الرحمن في جميع أحواله، وكيف كان تعامله مع الصغير والكبير وكيف وكيف.. لأن ما كتب عنه يحيط بكثير من جوانب شخصيته وقد سبقني بالتحدث عن محاسنه ومواقفه مع الناس كثير ممن عرفوه، لكن الذي دفعني أن أكتب عنه في هذا اليوم هو مرور سنة على وفاته، بينما ما زال الحزن يعتصر قلبي مهما حاولت، ومهما ضغطت على نفسي بأن أسلو في حياتي عن ذكراه، إلا أنني أشعر كأنه بالأمس القريب يناديني وصوته يرن في أذني.
لا تزال رائحة عطره تفوح في بيتنا الصغير، وإدارته المنزلية ما زالت مستمرة وكأنه حي بيننا، مهما قلت وأثنيت علي أبو عبد الرحمن وشهادتي فيه مجروحة لأنني زوجته وأقرب الناس له، لكني أعلم أن كثيرين جداً ممن يقرأون مقالي هذا عنه سيؤكدون ما قلته عنه.
سبحان الله.. كيف يكون السكر مراً ويتحول العسل علقماً بتذوقي له، أليس ذلك لأن الدنيا أصبحت مُرة بالنسبة لي بعده؟! حيث لم يصبح أي شيء له طعم في حياتي، ولم تعد الدنيا تهمني كالسابق، والدنيا كما سميت دنيا، ولن تدوم لأحد مهما طال به العمر، ولن ينتفع أحد بشيء منها إلا بقدر ما تزود فيها بزاد التقوى.
عشت نظيفاً يا أبا عبد الرحمن في عملك وفي حياتك وفي معاملتك مع الآخرين.
لن ننساك يا زوجي العزيز يا (بابا سمير) لن ينساك أولادك الصغار، فيصل ودانة وسارة، والكبار عبد الرحمن وأحمد، وسأظل أذكّرهم بك ليلاً ونهاراً، وستبقى معنا دائماً بذكراك الطيبة وسمعتك النبيلة التي رفعت بها رؤوسنا أمام الناس، ولنا الفخر كل يوم أن نقول: نحن أبناء (سمير المقرن) فمثلما رفعت رؤوسنا في حياتك وبعد مماتك سوف نرفع رأسك إلى الأبد وهذا وعدُ منا وعهد علينا.
رحمك الله يا أبا عبد الرحمن رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وتجاوز عنك في الصديقين وجمعني بك في جنات الفردوس على الأرائك متقابلين.. آمين.
زوجتك - أم عبد الرحمن المقرن