في الوقت الذي يوجِّه نظام ملالي طهران مئات مليارات الدولارات الأمريكية من أموال الشعوب الإيرانية للإنفاق على المشاريع النووية التي يهدف النظام إلى تحصين بقائه بالحصول على أسلحة نووية لمواجهة من يريد تخليص الشعوب الإيرانية من ظلمه، وفي الوقت الذي توجِّه فيه أموال الشعوب الإيرانية على تصدير الإرهاب والتطرف وزيادة الأجهزة القمعية، أو نهب هذه الأموال لتضخيم الحسابات المصرفية لقادة النظام والمتعاملين معه خارج إيران من الأحزاب الطائفية التي تؤمن بنظرية ولاية الفقيه، في هذا الوقت يتسع نطاق الفقر والغلاء والتضخم والبطالة أكثر فأكثر، بحيث بلغت نسبة التضخم في المواد الغذائية الأساسية الضرورية للمواطنين 110 بالمئة، حسب تقديرات لمصادر محلية ودولية.
ولأن الثروات الإيرانية وما يحصل عليه النظام من أموال ضخمة توجَّه إلى تصدير الفتن وتوسيع دائرة الإرهاب والصرف على المشاريع النووية، فقد تآكلت البنية الأساسية وتهالكت المؤسسات الخدمية، خصوصاً في مجالات الصحة والطرق والكهرباء والمياه، وقد عُرضت داخل مجلس الشورى الإيراني العديد من حالات الإخفاق والتراجع في أداء المؤسسات والشركات.
ففي اعتراف غير مسبوق في برلمان الملالي قال نائب البرلمان من مدينة أراك: أهالي أراك يعيشون 250 يوماً من أصل 365 يوماً في العام في هواء ملوث بسبب محطة شازند للطاقة الكهربائية، ولذلك فإنَّ عدداً من المواطنين أصيبوا بالسرطان، وهناك 300 من هؤلاء المرضى ينتظرون دورهم في المستشفى.
ولكن أبعاد الكارثة أكبر بكثير من ذلك، لأن محطة شازند تستخدم مادة المازوت بدلاً من الغاز، وأن منظومة الفلاترة المصنعة في الشركة لتصفية التلوث الناجم عن الغاز ليست قادرة على تصفية التلوث الناجم عن احتراق المازوت، ولهذا السبب ينتشر باستمرار الدخان الملوث في المدينة.
إن انتشار مرض السرطان يأتي في وقت ليس الأهالي قادرين على تسديد التكاليف الباهظة للعلاج بسبب البطالة وتدني مستوى العوائد. وكمثال على ذلك فإن المصل الرئيس لمعالجة هذا المرض الذي يجب تزريقه 9 أو 17 مرة يبلغ سعره 5 ملايين تومان، وهذا ما يعادل أكثر مما يحصله عامل من عوائد خلال عام واحد.
بينما زادت عائدات النفط الإيراني خلال السنوات الأخيرة جميع عوائد النفط منذ اليوم الأول وحتى الآن، وأن الوضع الاقتصادي للبلد يعيش حالة التدني وسط تحطيم الكثير من البنى التحتية.
وهكذا أصبحت الشعوب الإيرانية في عهد الملالي محاصرة بالأمراض والقمع والبطالة والفقر، في بلد يحصل على مئات المليارات من الدولارات الأمريكية ولا يجد الإيراني العادي علاجاً يداوي به مرضاً تسبب فيه النظام نتيجة سوء إدارته وتبذير أموال البلاد لنشر الإرهاب والفوضى خدمة لأيدولوجية متخلفة أعادت الإيرانيين إلى عهود التخلف والقرون الوسطى.
jaser@al-jazirah.com.sa