رجع لقصيدة سامي العجلان (في ضوء المسافة) المنشورة في المجلة الثقافية (العدد 382، 18-11-1433هـ)
جراحي و(المدى سفرُ)
لرَوح الله تنتظر
ومن فجٍّ عميقِ الغو
رِ يسري المُنجِدُ القدرُ
سرتْ عيناك في عينيّ
..والكلمات تنشطِرُ
وكنتُ على سرير الوحْـ
ـشةِ السوداءِ أنفطرُ
فجاء الصوتُ محتجِنًا
جلالاً، نفحُه عطِرُ
تسرّب ضاحيًا بَهِجًا
كما يتسرّبُ السحرُ
شفيفٌ غامضٌ، ناءٍ
قريبٌ، مُقدِمٌ حذِرُ
عزيزُ الظنِّ مبتهلٌ
لروحٍ عزّها الضجرُ
غريبُ البوحِ مجترئٌ
وفي ألفافِه صورُ
أطِلَّسْمٌ لكاهنةٍ
لديه تُحَرَّقُ النُّذُرُ؟
أعزفُ الجنِّ والظلما
ءُ تسمعُه وتستعرُ؟
أرجعُ الريح وهْي إلى
تراقي الرمل تبتدر؟
فقل لي: إنه المطر
بطعم الخِصب ينهمرُ
وقل لي: إنه نُطفٌ
من الفردوس تنحدرُ
وقل لي: إنها طُنُفٌ
عليها يسمُر القمر
وصِفْ ما شئتَ من أثرٍ
ونبضُ قصيدتي أثرُ
سريري صار بعضيَ والز
مانُ لديَّ منجَحِرُ
فأرقبُه ويرقبُني
كلانا همُّه الظفرُ
على عينيه جاحمةٌ
وفي عينيْ له شررُ
وساعاتي تهاويمٌ
يخَذِّلُ سيرَها الكدرُ
****
وقُدّامي ومن خلفي
يدبُّ الخوفُ والخوَرُ
ولكنّي نقشتُ الظنَّ
..شمسًا ضوؤُها نهَرُ
ففألي أخضر المرعى
به الآمالُ تُبتَكَرُ
أعيشُ بياضَ أيامي
وبالأشواقِ أدّثرُ
وأغمضُ عن سواد العُمـ
ـر عيني وهْو يُحتَضَرُ
أخا الذِّكَر العِذابِ وقد
تهادتْ منك لي دُررُ
مسحتَ بهنّ مبتدرًا
جوايَ وأنت تبتدرُ
فهاك الشعرَ منتثرًا
وفيه القلبُ منتثرُ
صدىً شَحَبت ملاسِنُه
يفيءُ إليك يعتذرُ
فأحْيِ صفاءَ نغمتِه
وإلا سوف ينتحرُ
9-2-1434هـ 22-12-2012م