يا مالكَ الرُّوحِ لا تَعْجَلْ بِآخِرتي
فإنّ في الكأسِ بعْضاً مِنْ ثُمالاتِ
فقدْ دَنَتْ لِغُروبِ الشَّمْسِ قافِلتي
وأوْشَكَ المَوْتُ أنْ يُطْفي إضاءاتي
يا مالكَ الرُّحِ أحْسِنْ عند خاتمتي
ردَّدْتُها في دُعائي وابْتِهالاتي
ماذا سألْقَى بِلَحْدي حينَ يَحْضِنُني؟
وهلْ سَيُبْقي على هالاتِ بَسْماتي؟
وهلْ يكونُ لطيفاً في مُعانقَتي؟
وهلْ يكونُ حَفِيّاً في مُلاقاتي؟
عَفْواً ، ففي خاطِري شيئٌ أُردِّدُهُ
خَوَفَ الملامةِ أوْ سُوءَ العِباراتِ
***
فهلْ أُرَتِّلُ قُرْآناً وأدْعِيَةً؟
وهلْ سأقْرأُ مِنْ حاميمَ آياتي؟
وهلْ سأنْشِدُ تحتَ التُّرْبِ قافيةً؟
وهلْ أُرَدِّدُ وِرْدي في المساءاتِ؟
وهلْ أُحِسُّ إذا ما غيْمةٌ هَطَلَتْ
وأزْهَرَتْ بالخُزامَى أرْضُ تِنْهاتِ؟
أسْتَغْفِرُ الله مِنْ ترْديدِ أسْئِلةٍ
ومِنْ وَساوِسِ شيطانٍ ونزْغاتِ
يا غافِرَ الذّنْبِ لا عُذْرٌ أُقدِّمُهُ
وقدْ أتيْتُ بِأوْزاري وزَلاّتي
وأنتَ أدْرَى بِما قدّمْتُ مِنْ عملٍ
أرْجو رِضاكَ بِهِ في كُلِّ أوْقاتي
ياربّ عَفوَكَ عَنْ مَيْلي وعَنْ شَطَطي
وعَنْ ذُنوبي وتقْصِيري وهَفْواتي
***
مالي سِوَى رحْمَةٍ تَمْحُو بِها زَلَلي
وما اقْتَرفْتُ بِجَهْلي مِنْ حماقاتِ
وليْسَ لي غيرَ حُسْنُ الظَّنِّ يَشْفَعُ لي
وطيب مُعْتَقَدي في كُلِّ حالاتي