|
الجزيرة - محمد عبدالرحمن:
يبدو أنه امتص هجمات الانتقاد الأولى التي قابلها في البداية والتي أجبرت منتجيه على إيقاف بثه إلا أن مسلسل (أيام السراب) عاد للواجهة من جديد وبمتابعة مميزة وعالية على قناة mbc دراما حيث جذب المسلسل انتباه عشاق الدراما العربية في كل مكان وبكل هدوء.
ولعل السبب الأهم في شعبيته الآن هي الانتقادات الكبيرة التي واجهها المسلسل إلا أن فكرة إعادة البث أثبتت أنها مميزة تحقق النجاح دون ضجيج، وكان مهما لنا كمتابعين هذا المسلسل كونه أول دراما عربية طويلة تم إنتاجها في الشرق الأوسط على يد حسن عسيري ولعله المسلسل الذي جعله يستحق لقب عراب الدراما بعد أن قام بتمويل وإنتاج أول مسلسل سوب أوبرا عربية وسعودية تبلغ حلقاتها 200 حلقة.
ويرى كثيرون أن مسلسل «أيام السراب» وعلى الرغم من الانتقادات العديدة التي وجهت إليه بسبب جرأة طرحه، إلا أنه حقق قصب السبق في الأخذ بيد الدراما العربية لهذه النوعية من الدراما التي تحقق جماهيرية عريضة وتتعايش مع الجمهور لفترات طويلة قد تمتد إلى سنوات، تلتها تجارب عربية أخرى مثل (مطلوب رجال) للمخرج حاتم علي و (الماضي والحب) للمخرج عارف الطويل، ولعلنا نكون صادقين عندما نقول إن السعوديين خافوا كثيرا من الدراما التي يعتبروها فضيحة، في الوقت التي تعامل العرب معها كدراما فقط.
ويؤمن كثيرون أن النجاح الذي حققه الجدل حول مسلسل «أيام السراب» أغرى العديد من صناع الدراما العربية بالدخول في إنتاج العديد من الأعمال من الدراما التي تتعمد على دمج جنسيات عربية عدة في حلقات مطولة منها، (مطلوب رجال) والذي كان ثاني إنتاج عربي بعد (أيام السراب) ثم جاء (بين الحب والماضي) لعارف الطويل ثم أصبحت المسلسلات الطويلة هي الموضة السائدة الآن والتي بدأها العسيري 2010 ليتم إنتاج مسلسل «روبي»، ثم مسلسل «الباب في الباب»، ومسلسل «زي الورد».
يذكر أن «أيام السراب» يناقش العديد من القضايا الاجتماعية بجرأة وقد استغرق التحضير للعمل عدة سنوات من خلال ورشة كتابة وإعداد درامي مكونة من خلال أول ورشة درامية أسستها الصدف آنذاك أما الإخراج فكان للمخرج سائد الهواري.