لعبت المرأة السعودية عبر التاريخ دورا حيويا مهما في مختلف مجالات الحياة المتنوعة، ففي الماضي كان الرجل يترك البيت لفترات طويلة تمتد أحيانا لأشهر وسنوات بسبب ظروف العمل والركض خلف متطلبات الرزق الصعب عبر فجوج الأرض ودروبها المختلفة،

.. بينما هي تتولى توفير الرعاية التامة للعائلة على مختلف المجالات والصعد رغم شظف العيش وقلته وشحه، وفي الوقت الحالي وتحديدا في عهد خادم الحرمين الشريفين أمده الله بالصحة والعافية، اكتسبت المرأة السعودية أبعاداً جديدة، ومكانة جديدة، بعيداً عن الاضطهاد والتهميش والحقوق الضائعة، إذ حظيت المرأة السعودية بالتشجيع والتأييد لأخذ دورها في المجتمع وتحقيق المكان اللائق بها وتبوؤ أعلى المراكز وبما يتناسب مع وضعها كأنثى وقدراتها ومؤهلاتها، أن الدولة رعاها الله حفظت للمرأة كامل حقوقها وصانتها تماما مثلها كالرجل، ولها الحق في التعليم والتعلم والعمل والوظائف والمساواة الاجتماعية، المرأة السعودية الآن واعية مدركة متعلمة مثقفة، جنت ثمار العلم والتطوير في السنوات الأخيرة بكل اقتدار ونجاح، وأصبح طموحها لا يحده حدود، ولا تعيقه تضاريس، ولا تمنعه مناخات، ولا تخيفه أنواء، وبدأت تتطلع للتخصصات النادرة والدقيقة، حتى أن المرأة السعودية أصبحت الآن العدد الأكبر من طلاب الجامعات، وكليات التمريض، والمعاهد الأخرى، وقد انعكس كل هذا على رفد واقع العمل، حيث تضاعف عدد الموظفات إلى نسب عالية في مختلف المجالات، الصحية والتعليمة والخدماتية، وكذلك بنسب أخرى متفاوتة في تخصصات الهندسة والعلوم والإعلام وتكنولوجيا المعلومات والقانون والتجارة، إنني أستطيع أن أقول إن المرأة السعودية أصبحت بكل اقتدار وثقة مضطلعة بدورها على أكمل وجه، وأنها استطاعت أن تواكب كل التطورات والتغيرات والتبدلات التي شهدها الوطن، وذلك لأنها حظيت بكل الدعم اللازم من لدن الدولة بكل مؤسساتها وأطيافها المختلفة، أن المرأة السعودية نصف المجتمع، بل إن النساء في كثير من الأحيان يقدمن أكثر مما يقدم الرجال بخطوات كبيرة، ولها القدرة الفائقة على تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها المجتمع، أن لدي يقيناً تاماً بأن المرأة السعودية من مختلف البيئات السعودية ستستمر في الارتقاء بدورها حتى تبلغ كل أهدافها لأن لديها الطموح الكبير، والتطلع اللامتناهي واللامحدود، والإصرار والصمود من خلال أعمال منهجية تثبت وجودها وتبين قدراتها، وفق رؤى جمالية نبيلة تسهم في البناء الحضاري ثقافيا واجتماعيا، في مجلس الشورى الجديد الذي تم تعيينه من لدن خادم الحرمين الشريفين، ستشارك المرأة السعودية إلى جانب الرجل في اتخاذ القرارات في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعيوالثقافية والتنموية لأنها متساوية تماما مع الرجل في العقل وفي القدرات وفي الابتكار والإبداع، وبما يعود بالفائدة على التنمية المستدامة في الوطن الكبير من أقصاه إلى أقصاه.