|
الجزيرة - عبدالرحمن السريع:
إنجاز جديد يسجل لإدارة التحريات والبحث الجنائي حيث استطاعت الإيقاع بعصابة مكونة من أربعة عشر شخص منهم عشرة مجهولين وأربعة يحملون إقامات نظامية كان دورهم إيواء المجهولين وتصريف المسروقات واستئجار السيارات.
في ثاني أيام عيد الأضحى لعام 1433هـ تلقى مركز شرطة البطحاء بلاغا من حارس لمركز الشامل التجاري على الدائري الجنوبي. تضمن مشاهدته لشخصين داخل المركز مكبلين الأقدام والأيدي بالحبل وعلى أفواههما شريط لاصق وعند الوصول للموقع اتضح أنهما مكلفان بالحراسة من الداخل من قبل إدارة السوق أيام إجازة العيد حيث ذكر أنهما مكلفان بالحراسة وقت الإجازة وأثناء تواجدهما حضر لهما ثلاثة أشخاص ومعهم سلاح أبيض وقاموا بتهديدهما وتكبيلهما ووضع اللاصق على أفواههما وتمكنا من سرقة مبلغ مليون وأربعمائة ألف ريال كانت داخل خزانة المركز وغادرا المكان دون ترك أي آثار أو معلومات تساعد في الوصول للجناة. ولأهمية الحادثة وما اتسمت به من عنف في أسلوب الجناة والترصد والاعتداء السافر والتهديد بالسلاح الأبيض. فقد تم تشكيل فريق على درجة عالية من الكفاءة من إدارة التحريات والبحث النائي بتوجيه وإشراف مباشر من سعادة اللواء مدير شرطة منطقة الرياض.
وقد بدأ الفريق في دراسة القضية من كافة جوانبها ومقابلة المجني عليهم وسماع ما لديهم والذي لم يكن له دور كبير خاصة أن الجناة على درجة من الذكاء لعدم ذكر أسمائهم أو أي معلومات والاكتفاء بالألقاب فيما بينهم أثناء تنفيذ جريمتهم وبعدها انطلق الفريق مستعينين بالله في أداء مهمتهم موزعين الأدوار فيما بينهم بعد دراسة كافة جوانب ومعطيات الحادثة والأسلوب الإجرامي الذي اتبعه الجناة.
وتم زرع المصادر في المواقع التى يرجح أنه يتردد عليها الجناة والتوغل في أوساط المشبوهين والتحري والبحث الدقيق عن كل معلومة يمكن من خلالها الوصول إلى أي خيط يكشف هوية الجناة. وقد تم التوصل إلى معلومات أن القضية لا تقتصر على الجناة الثمانية الذين ارتكبوا تلك الحادثة وإنما يمتد إلى مجموعة كبيرة تم رصدها وتداخل أدوارها واتضح أنه لها نشاط إجرامي منظم حينها، تم وضع كامل أفرادها بعد الوصول إلى معلومات شبة مؤكده من مشاركتهم تحت الرصد والمراقبة الدائمة حتى تم الإطاحة بهم واحدا تلو الآخر.
واتضح أنهم أربعة عشر شخصاً من جنسية عربية منهم عشرة مجهولي الهوية وأربعة مقيمين مهمتهم إيواء المجهولين وتسهيل تنقلاتهم والعمل على تصريف المسروقات.
وتم إخضاعهم للتحقيق بعد القبض عليهم حيث اتضح أنهم أقدموا على ارتكاب جريمة مماثلة قبل تلك الحادثة بعدة أشهر بعد أن قاموا بالحضور لأحد المجمعات بالبطحاء وعملوا على توثيق حراس الأمن وكسروا أكثر من عشرين محلاً تجارياً وأخذوا منها ما خف وزنه وغلا ثمنه من مبالغ مالية وبطاقات مسبوقة الدفع وخلافه.
كما ثبت إقدامهم على ارتكاب عشر حوادث أخرى عبارة عن كسر أبواب المحلات التجارية والسرقة منها وقد تجاوزت المبالغ المالية المسروقة في تلك الحوادث مليون ومائتي ألف ريال خلاف ما سرق من أغراض ومقتنيات عينية من تلك المحلات المسروقة وثبت تعرض تلك المحلات للسرقات والسطو وقد أبلغ أصحابها عن الحوادث لدى مراكز الشرطة حيث وجد ستة منها مسجلة لدى مركز شرطة البطحاء بالإضافة إلى مركز الشفاء والعزيزية والمربع والمنار، وقد وثقت اعترافاتهم بما أقدموا عليه وكان لكل منهم دور يقوم به في تلك الحوادث ورغم تخطيطهم المحكم وأسلوبهم الإجرامي المتنوع وإقامتهم بطريقة غير نظامية إلا أنه ذلك لم يثنِ رجال التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض من الوصول اليهم والإيقاع بهم بعد عون الله وتوفيقه ثم المتابعة اليومية من مدير الشرطة لعمل الفريق وسيحال كافة أفراد العصابة للقضاء لتقرير ما يجب بحقهم شرعاً.