يوماً ما سئل أحد المسؤولين الكبار متى ستأخذ المرأة موقعها في وزارته؟ عندها أجاب: كل امرأة يتوفر فيها الكفاءة والإخلاص سوف تجد منصباً في الوزارة.
والحقيقة أن ذلك المسؤول لم يكن صادقاً في حديثه، بل كان مجاملاً، دبلوماسياً ولن أقول مراوغاً كي لا أسيء الظن به.. فالوزارات والمؤسسات في مجتمعنا على اختلافها تفيض بالنماذج النسائية ذات التفوق العلمي والثقافي اللاتي يملكن كفاءة حقيقية وقدرة على العطاء والإنجاز، إلا أنهن لم يأخذن فرصتهن تماماً مثل الرجل، بل إن الرجال غالباً يتفوقون عليهن في الأوضاع الوظيفية وفي قيادة بعض الأعمال فقط لميزة كونه رجلاً وحسب.. مثلما حدث معي يوماً ففي أحد المواقع تم تعيين مديراً لي أقل تأهيلاً وخبرة فقط لأنه رجل ولعلي لست الوحيدة التي عانيت هذه الحالة العجيبة!
هذه ليست دعوة مبطنة للمساواة إطلاقاً، فثمة اختلافات فسيولوجية بين الرجل والمرأة لابد من الاعتراف بها ومراعاتها، هما مكملان لبعضهما البعض ولكل منهما دور لابد أن يؤديه سواء كان ذلك على مستوى الأسرة أو المجتمع..
خطرت في ذاكرتي هذه الأفكار وأردت من خلالها أن تكون مدخلاً استهلالياً كي أقول إن سعادتي اليوم عظيمة، غامرة بتعيين عضوات مجلس شورى نساء من خيرة النساء ذوات الكفاءة والخبرة في مجتمعنا للمرة الأولى، هذه خطوة رائعة جداً تبعث على التفاؤل بمستقبل أفضل لوضع المرأة ولقضاياها ومعاناتها في الكثير من الأمور الحياتية الهامة وبالتالي سيؤدي ذلك بالضرورة إلى رقي الوطن بشكل عام وإلى رفعته، فليس مثل المرأة معرفة وفهماً لقضاياها وقدرة على وضع واقتراح حلول مناسبة لها.
تعيين عضوات مجلس الشورى هي ولاشك خطوة رائدة ورائعة ننتظر أن نجني ثمارها في الفترة المقبلة، هناك الكثير في ملف مجلس الشورى مما ينتظر من المرأة أن تبدي رأياً فيه وأن تساهم بشكل مباشر في وضع حلول له، من هذه القضايا: قضايا تزويج الصغيرات بالإكراه، قضايا المطلقات وحقوقهن الضائعة والمعلقة، قضايا أبناء المطلقات الذين يعانون كثيراً بسبب الطلاق الذين يدفعون ثمن تلك المشكلات العالقة بين الزوجين المنفصلين، وقد لمسنا بأنفسنا في السنوات الأخيرة عدة قضايا شائكة وصعبة بلغت حد الجريمة كان سببها حدوث الانفصال بين الزوجين وعدم وجود قوانين وأنظمة لحماية الأطفال من الضياع. هذا عدا مشكلات أخرى تعاني فيها المرأة كثيراً من الظلم والاعتداء على كرامتها وقد آن الأوان لوضع حد لها.. هذه بعض من الآمال المتوقع إنجازها من قبل عضوات مجلس الشورى، لكن ذلك لن يحدث بين يوم وليلة، هناك الكثير مما ينبغي وضعه في الاعتبار، لكننا متفائلون بمستقبل المرأة وأيضاً بمستقبل الوطن.