لم تكن الدموع التي ذرفها يوسف ناصر عقب فوز منتخب الكويت على السعودية السبت الماضي في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية لـ»خليجي 21» في البحرين مجرد إفراط بالتأثر بالهدف الوحيد الذي شهده اللقاء وحمل توقيعه، بل جاء كردة فعل عفوية على أصوات شككت بموهبته وحقه بموقع ضمن صفوف «الأزرق».
وكان منتخب الكويت أسقط السعودية في «دربي الخليج» بهدف يوسف ناصر في الدقيقة 13، مع العلم بأن التعادل كان يكفي «الأزرق» لبلوغ الدور نصف النهائي، حيث يواجه منتخب الإمارات بطل المجموعة الأولى اليوم الثلاثاء. ولطالما شهدت البطولة الخليجية ولادة نجوم جدد على الساحة الكويتية، ويبدو أن يوسف ناصر (22 عاماً) نجح في ترك البصمة التي يحلم بها كثيرون، لا سيما في قلوب مشجعي منتخبه لأنه سجَّل هدفاً حاسماً في مباراة الدربي رغم حصول زميله بدر المطوع على لقب أفضل لاعب في المباراة نفسها.
عانى يوسف ناصر، لاعب كاظمة، كثيراً في السنوات الأخيرة حتى إن البعض نادى بإبعاده من المنتخب، بيد أن الموهبة التي يتمتع بها اللاعب وصغر سنه ساهما في فرضه رقماً صعباً في الملاعب وضرورة لـ»الأزرق» وذلك بفضل أهدافه القاتلة وتميّزه بحس المهاجم الموهوب، ولا شك في أن ذلك تأكّد خلال «خليجي 21»، إذ أحرز هدفاً في الجولة الأولى في مرمى اليمن (2- صفر) وآخر في الجولة الثالثة في مرمى السعودية، الأمر الذي جعله يتقاسم صدارة الهدافين بعد ختام الدور الأول مع كل من القطري خلفان إبراهيم، والعراقي حمادي أحمد والإماراتيين علي مبخوت وأحمد خليل (هدفان لكل منهم).
وعن الأجواء العاطفية التي غمرته بعد المباراة، قال ناصر: «إنها دموع القهر» في إشارة إلى حملة الانتقادات الشرسة التي طالته في الفترة السابقة. قبل انطلاق «خليجي 21»، نادى البعض بضرورة إقحام عبدالهادي خميس أاساسياً بدلاً من يوسف ناصر بعد تألقه اللافت في صفوف فريق الكويت منذ مطلع الموسم الراهن، غير أن ذلك لم يحل دون نشوء صداقة متينة بين اللاعبين منذ أن كانا في عداد المنتخب الأولمبي، إذ يتشاركان الغرفة نفسها حتى اليوم.
لكن ناصر أثبت بعد هدفه في مرمى السعودية أنه يستحق موقعه أساسياً في المنتخب، وأن على خميس أن ينتظر مجدداً فرصته. وأشار المهاجم الكويتي إلى أنه «يتفاءل بوجود بدر المطوع داخل الملعب إلى جانبه وأنه يحرص على التحدث إليه وإلى مساعد ندا قبل المباريات الأمر الذي يسهّل عليه دخول أجوائها، كما يحرص على الاتصال بوالدته قبل أي مباراة لتدعو له بالتوفيق»، ويعتبر أن «أجواء بطولة الخليج تختلف عن غيرها من البطولات نظراً للضغط الإعلامي الذي يفرض نفسه على اللاعبين».
وحرص ناصر على ارتداء قميص السعودي ياسر القحطاني بعيد انتهاء اللقاء بين المنتخبين وقال: «لن استثني من الشكر أحداً من زملائي اللاعبين لأن الجميع قدّم أفضل ما لديه. منذ كنت صغيراً، عشقت ياسر القحطاني. إانه لاعبي المفضَّل، إلى جانب بدر المطوع».
وعن مواجهة الإمارات في دور الأربعة قال «مواجهة المنتخب الإماراتي ستكون صعبة وعلى اللاعبين مضاعفة الجهد إذا ما أردنا بلوغ النهائي». لم يخض يوسف ناصر تجربة الاحتراف الخارجي حتى الساعة على الرغم من بعض الأنباء التي تحدثت في فترة سابقة عن إمكان انتقاله إلى صفوف الوصل الإماراتي بعد أن أبدى مدربه السابق الأرجنتيني دييغو مارادونا إعجابه باللاعب، بيد أن تلك الخطوة لم تتم، لكن تألقه في «خليجي 21» حتى الآن قد يساهم باحترافه.