بالأمس وأنا عائد من المخيم البري دلفت إلى مكتبتي لأكمل بحثاً عن «الهمباتا» حناشل القبائل السودانية ومقاربتها بـ»حناشل» الجزيرة العربية وجدت على طاولتي ظرفاً كُتب عليه إلى «سعادتي» بخط واضح وأنيق. تأملت الظرف ووجدت بأعلاه أنه قادم من وزارة الداخلية فقلت: «اللهم استر» فأنا إنسان مسالم لا أعتدي علي أحد ولا أحد يعتدي عليَّ وليس لي قضايا حتى مع المرور ولا (ساهرها) المبجّل أيضاً، إلا إذا شاء إن يظلمني (مع أن الظلم ظلمات) وليسامحه الله. ثم إنني ارتديت نظارتي ووجدت أنه تحت عنوان الداخلية (المديرية العامة للجوازات). قلت بيني وبين نفسي إن مديرية الجوازات (مديرية حضارية وراقية) ومنظمة، بل هي مفخرة إدارية للمملكة عجزت الكثير من الإدارات الحكومية أن تصل إلى مستواها من حيث احترام المواطن وتسهيل أموره وإنجاز معاملاته بوقت قياسي دونما أي تعقيد أو مماطلات في المواعيد أو (هات ملف علاقي!!) وما إلى ذلك من حرتقات بيروقراطية ما أنزل الله بها من سلطان أو تسلط. أيضاً كأختها (الأحوال) مثلاً والتي تتقهقر للخلف - ويا للأسف الشديد - في كل المناطق المملكة في زمن التقدم والتطوير، أقول تصفحت مجلة (الوثيقة) الفصلية التي تصدر عن المديرية العامة للجوازات ووجدت بها مواضيع شتّى، بعضها يرتبط بحياة المواطن، وبعضها يرتبط بالعلم والثقافة والإبداع ناهيك عن التنوّع الجميل في الطرح. لذلك أقول بملء الفم لماذا لا تعرض مثل هذه المجلة في الأسواق وكذلك زميلاتها المتخصصات في المؤسسات الحكومية والأهلية التي لها علاقة مباشرة بالمواطن من حيث التعليمات والتوضيحات والشرح الذي يتصل بحياته اليومية مباشرة. وليكن ثمنها رمزياً ولا بأس أن تفرض الدولة على كل المواقع التجارية الكبرى أن تعرض في أسواقها المجلات الحكومية. ولو لمجرد العرض إن عز الشراء.
أخيراً لا بد أن أشكر من أهدى الوثيقة إليَّ بدءاً من المشرف العام والفريق سالم البليهد والعقيد بدر المالك والمقدم فارس الطويان والنقيب عوض القحطاني والزميل سعيد الدحية وكافة هيئة التحرير.