لا يتوقع أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم, ولا حتى الرئاسة، ولا الجماهير, أن البطولات الرياضية تأتي من خلال لاعبين (أنصاف مواهب)، ولا يتوقع كل هؤلاء أن (الأحلام) تتحقق على أيدي لاعبين لا يعرفون من الكرة سوى أنها (مدورة)، ولا يراهن أي مسؤول رياضي أو مشجع أو قسم رياضي على لا عبين غير (موهوبين).
خسارة دورة الخليج 21 في البحرين ليست الدرس الأول ولا الثاني ولا الثالث، ومع ذلك ما زال اختيار اللاعبين للمنتخب تحكمه الأهواء الشخصية والتعصب الرياضي، أما معيار الموهبة فما زال في طي النسيان، اللاعب (السوبر) هو ما نحتاجه فعلا، إنجازاتنا الرياضية السابقة، جاء بها (لاعب سوير) كماجد عبد الله، وصالح النعيمة، ويوسف الثنيان، ومحمد عبد الجواد.
أتى بها (لاعب مدهش) لا تمل الجماهير من متابعته, وتصفق له طويلا وتعده ملهما لها.
أنصاف المواهب يقدمون أداء (يجلب الغثيان) ومستوى لا يحفز على إكمال المباراة، وهذا أمر لا ذنب لهم فيه, وإنما اللائمة يتحملها من جاء بهم لأرض الملعب, كما أن وجود هؤلاء يدل على (رعونة) الاختيار, فالذي اختارهم، هو مثلهم، غير موهوب وإداري بنصف موهبة, لأن الطيور على أشكالها تقع.
لنتأمل كلام الفيلسوف نتشه عن ضرورة اختيار (الإنسان السوبر)، وهو كلام علق بذاكرتي منذ أن رسخ لدي أهمية (الرجل الخارق) في تحقيق المنجزات العظيمة، يقول نيتشه أحد فلاسفة التنوير في أوروبا على (غياب) الرجل السوبر, مشيرا إلى أن الحياة المعاصرة (في زمنه) غير قادرة على إنجاب رجال عظماء, مثل: نابليون وغيره من العظماء في شتى العلوم والفنون, وأكد على أن (الزواج عن طريق الحب) لا يليق بالرجال.
يقول: (يجب ألا نسمح بزواج يقوم على الحب)!! ويشير في رؤية أخرى إلى أن الديمقراطية غير قادرة على النهوض بالأمم, لأنها تسمح لأنصاف الرجال بأن يتسلقوا دفة القيادة, ويرى أن بريطانيا أفسدتها الديمقراطية.
ليس بالضرورة أن نختار لاعبين أقوياء في الجسم أو نضع برنامجا انتخابيا (صوريا)، إنما اختيارهم من بشر (متقدمين على عصرهم سنوات عديدة) بما يحملون من عمق فكري ووعي بمسؤوليتهم اتجاه وطنهم.
nlp1975@gmail.com