في أوروبا تسيركرة القدم والإعلام في خطين متوازيين ويخوضان تنافسا محمودا بينهما في التطور الميداني واستغلال أمثل للتقدم التكنولوجي هذه الصورة الجميلة للأسف لم نقلدهاكما هو حالنا في كثير من الممارسات الغربية..!!
ونحن نعيش أحداث دورة الخليج الحادية والعشرين لم أُفاجأ لا بالمستوى الفني المتواضع للدورة ولا بالزخم الإعلامي المتابع لها فالإمكانيات الكبيرة في دول للخليج التي توفرت للإعلام على وجه التحديد فرضت هذا الحضور الذي فاق دورة الخليج وبصريح العبارة الإعلام المصاحب للدورة أكبر منها مع احترامي للجميع، فالدورة من الناحية الفنية والجماهيرية والنجوم لا تستحق ذلك الحضور الإعلامي الكبير وساعات البث الطويلة المخصصة لها فأصبحت دورة إعلام الميدان فانتقلت الإثارة من الميدان للاستديوهات..!
الإعلام الخليجي أعطى الدورة أهمية لدى الجماهير لكنها للأسف لازالت فقيرة فنياً رغم ظهور المنتخبين الإماراتي والعراقي بصورة أفضل من بقية المنتخبات وحصلا على العلامة كاملة في الجولة التمهيدية وأصبحا المرشحين للمباراة النهائية عطفاً على ما قدماه في المرحلة التمهيدية وتصدرا مجموعتيهما بكل جدارة واستحقاق..
منتخب البحرين المستضيف تمنينا أن يستمر في البطولة وحدث ما تمنيناه بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج حتى لا تفقد الحضور الجماهيري الذي سيساهم في الرفع من المستوى الفني للمنتخبات خصوصاً في الدور قبل النهائي والنهائي لكن في النهاية الأفضل هو من استحق التأهل..
دورة الخليج الحادية والعشرين نجحت إعلامياً لكنها فشلت فنياً في الأدوار التمهيدية ولا زال الأمل قائماً أن نشاهد في الدور قبل النهائي مستوى فنيا متميزا مقرونا بالإثارة، فالدورة بحاجة لذلك لإنقاذها من أمام الأصوات التي تطالب بإيقافها في ظل تأثيرها السلبي على الدوريات المحلية والضغط الذي تسببه على روزنامة المسابقات لدول الخليج..
من وجهة نظري أن إعادة جدولة الدورة حالياً أفضل من إيقافها وذلك بإقامتها كل أربع سنوات أسوةً بالبطولات القارية في أسيا وأوروبا وبهذا تكون الاتحادات قد خرجت من مأزق إيقافها وفي نفس الوقت تعطي البطولة أهمية أكبر على كافة المستويات، وفي النهاية هذا الأمر مطروح للنقاش والقرار يبقى بيد الاتحادات الخليجية التي ستتخذ القرار المناسب لكرة القدم في الخليج..
ريكارد لا سلمنا ولا طاب الشر
عندما يكون طموحنا أكبر من إمكانياتنا فإن مسار المنتخب الخاطئ لن ينصلح حتى لو تعاقدنا مع أفضل المدربين ومشكلة المسئولين عن المنتخب أنهم لا يملكون رؤية واضحة للمستقبل ولكل بطولة حسابات مختلفة عن السابقة وبالتالي غاب الاستقرار عن المنتخب وهذا ما سبب معاناة مستمرة وتدهورا في نتائجه..
المدرب ريكارد أيضاً لم يكن المدرب المناسب فهو حضر طمعاً في المبلغ الكبير الذي عُرض عليه في وقت كان هو عاطلاً وبالتالي لم يقدم أي جهد لتطوير المنتخب بل اعتمد على مساعديه وأصبح يقضي معظم وقته في أوروبا كما أن ضعف شخصية المدرب كما أثير مؤخراً زاد الطين بلة..!
منتخبنا في دورة الخليج التي خرج منها بمستوى ونتائج سيئة شهدت غياب اللاعبين الأبرز في الدوري المحلي وأبرزهم لاعبو الفريق المتصدر الفتح كما أن ركن السهلاوي والشهري والجاسم وغالب في دكة الاحتياط أثار الكثير من التساؤلات رغم أنه حاول الاستعانة بالجاسم والشهري بعد تزايد الضغوط عليه..
ريكارد لابد أن يرحل عاجلاً غير آجل وإلا مزيداً من الخسائر في تصفيات آسيا القادمة، فالمدرب على ما يبدو يبحث عن الرحيل بشرط أن تكون المبادرة من إدارة المنتخب ليحتفظ بكامل قيمة عقده..!
نوافذ
- مدير المنتخبات السابق محمد المسحل يتحمل مسئولية ما يحدث حالياً فهو ورط المنتخب مع المدرب الهولندي ريكارد وبمبلغ مالي كبير، فالمدرب لم يعمل بإخلاص وأيضاً تاريخه التدريبي لم يكن مشجعاً على التعاقد معه رغم أنه لاعب كبير..!
- في المرحلة القادمة سيواجه اللاعبون السعوديون ضغطاً كبيراً وخصوصاً لاعبي فرق الهلال والنصر والأهلي والشباب والفيصلي ونجران بسبب مشاركتهم الخارجية آسيوياً وعربياً وخليجياً وسيكون التدوير بين اللاعبين في تلك الفرق المخرج الوحيد لتفادي الإرهاق والإصابات بسبب تعدد المشاركة محلياً وخارجياً ..
- حضورعدد من اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي في الفترة الشتوية كبدلاء للاعبين يُفترض أنهم الأفضل من سابقيهم وغير ذلك هو هدر للأموال بشكل يدعو للتدخل للحفاظ على أموال الأندية..!
- في الوقت غير المناسب أقيم حفل اعتزال اللاعب عبدالله الشريدة لكن حضور جماهير الأهلي المصري أنقذ الموقف..!
- النجم الكبير ماجد عبدالله يبقى من أبرز المحللين فنياً في دورة الخليج الحالية..
- اتحاد القدم مطالب بإعلان إدارة المنتخب الأول لتحل بديلاً عن الحالية فالوقت ليس في صالح المنتخب..
- الزميل والصديق مدير التحرير الأستاذ محمد العبدي لازال يرفض الظهور التلفزيوني بسبب تحفظه على الطرح في البرامج التلفزيونية من وجهة نظري قد يكون محقاً بعد (هوشات) البرامج الأخيرة..!
alzamil@cti.edu.saللتواصل تويتر Abdulkarim Alzamil