عندما قرأت في عدد (الجزيرة) رقم 14708 في 22-2-1434هـ ما كتبته الأستاذة ناهد سعيد باشطح عن الطالبة السعودية المبتعثة إلى أمريكا التي تعرّضت للعنف الجسدي من زوجها وهي حامل في شهرها الخامس حزنت وتألمت لحالها وأشفقت على زوجها البائس المسكين الذي رضع حتى الثمالة من اللبن الذكوري المميّز الذي تربى عليه في ثقافة مجتمعنا الذي يضع المرأة في الدرجة الثانية بعد الذكر في السلم الاجتماعي، فهي البنت في بيت أبيها والخادمة في بيت زوجها الطائعة المستكينة المستسلمة لقدرها تخرج من بيت أبيها إلى بيت زوجها ومنه للقبر! فهي في نظر مجتمعنا عورة من رأسها إلى أخمص قدميها، لا تتحرك إلا بإذن الذكر ولا تتصرّف إلا بإرادته، فهو محرمها وحاميها وولي أمرها والوصي عليها، ولو كانت أمه أو جدته ولا يشفع لها أن تكون متعلّمة وتحمل أعلى درجات التعليم وهو جاهل جهلاً مركباً. والطامة الكبرى أن هذا المسكين زوج هذه الطالبة المثالية نقل ثقافة مجتمعنا ونشر غسيلنا على حبال المجتمع الأمريكي وعلى شرفات الإعلام العالمي. وزوجته المظلومة لم تجد لها ناصراً من ذوي القربى ووجدته من الأبعدين من ذوي القلوب الرحيمة، فيا لها من مهزلة ما بعدها مهزلة، فإلى متى نظل نحتقر المرأة ونعتبرها قطعة من أثاث زوجها يستبدلها متى شاء، يتزوج عليها سراً وجهراً ويطلقها متى شاء ويذرها معلَّقة حتى الموت ويحرمها من حضانة أو رؤية أبنائها. حتى حقوقها المدنية الاجتماعية ممنوعة منها فلا تقود سيارتها ولا تتصرّف بمالها إلا بعد عراقيل وأنظمة مفروضة عليها لا تتجاوزها إلا بصعوبة ولا تسافر إلا بورقة صفراء.. حتى ملابسها الداخلية ممنوعة من الاتجار بها فهي لا سند لها إلا الله سبحانه وتعالى ثم إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ناصر المرأة والفقير والطفل والمظلوم.
محمد بن عبدالله الفوزان - محافظة الغاط
ص. ب 39