الترشيد في استخدام المياه مطلب وطني مهم، وكثير من الناس يحتاج إلى مزيد من الوعي والإرشادات قال تعالى: {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الآية، فالإسراف من التصرفات السيئة التي نهانا عنها ديننا الإسلامي الحنيف، والدولة - أيَّدها الله- تنفق الكثير من الأموال لتوفير المياه لجميع المناطق والمحافظات والقرى والهجر؛ وذلك بحفر الآبار الارتوازية وبناء خزانات لسقيا المواطنين.., حتى وإن كان لدى الإنسان وفرة كبيرة من المياه يجب عليه عدم الإسراف والتبذير في نعمة كبيرة قد أنعم الله بها عليه وعلى الخلق أجمعين، والتي تستحق منا جميعاً الشكر لله، فمسؤولية ترشيد المياه تأتي على جميع أفراد المجتمع في عدم الإسراف في هدر المياه سواء في المنازل أو المدارس أو المساجد وجميع المرافق والقطاعات.. ومن شكر النعمة عدم الإسراف والتبذير «لا تسرف ولو كنت على نهر جار»، فهناك عدداً من الأمثلة في الإسراف في استخدام المياه ومنها: - تشغيل «دينمو» الماء الذي خصص لتعبئة الماء من الخزان الأرضي إلى العلوي يستخدم في غسيل المنازل والسيارات. - استهلاك كثير من المياه لسقيا النباتات والأشجار. - تعبئة حوض السباحة - استهلاك كثير من الماء أثناء الاستحمام - استمرار فتح صنبور المياه أثناء تنظيف الأسنان.. وكل ذلك يحتاج إلى ثقافة لترشيد استخدام المياه بدءاً بالمنزل والمدرسة لأنهما يكملان بعضهما البعض وبتفاعل ملموس، فالأسرة تقوم على تربية أبنائها في ترشيد استخدام المياه، والمدرسة أيضاً تعرض للطلاب والطالبات وسائل متعددة تهدف إلى ترشيد استخدامات المياه وتقيم مسابقات تنافسية وجوائز عن ترشيد استخدام المياه وكل ذلك سوف ينعكس على المجتمع لتتكون ثقافة الترشيد لدى الجميع، وفي هذه المناسبة الطيبة (الاحتفال بتسليم جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه في دورتها الخامسة) أقدم اقتراحاً للجنة جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه بأن تنظّم مسابقات تشجيعية سنوية باسمها على مستوى مدارس المملكة بعناوين مختلفة تحث على «الترشيد في استخدام المياه» وسيجني ثمار هذه الجائزة أبناؤنا الطلاب والطالبات وتنعكس إيجاباً على حُسن تعاملهم المتميّز في الترشيد في استخدام المياه وإثراء معلومات وثقافة الترشيد لديهم ولدى المجتمع بأكمله أيضاً من مواطنين ومقيمين.
