الحوارات التي تجريها جريدة (الجزيرة) مع الوزراء كان آخرها منشوراً مع معالي وزير الزراعة دكتور فهد بالغنيم، هي منهجية جديدة لمصادر المعلومات وكشف الخطط والإستراتيجيات إذا كان الوزير على استعداد أن يطلع الإعلام على الآليات والإجراءات والخطط التنفيذية التي تدار بها قطاعات الوزارة.
الوزير دكتور فهد بالغنيم رغب أن يتحدث عن الوزارة كما يراها لذا من البداية عمل على تحييد الوكلاء والمؤسسات المرتبطة به واكتفى بالتصويب والتذكير, لكنه فتح في حالات معينة للمساعدين من أجل مزيد من الإيضاح وهذا يندرج ضمن التدريب الإعلامي على المواجهات الساخنة للمعاونين المؤهلين لقيادة الوزارة في المستقبل أو القطاعات الأخرى.
هو أسلوب نحتاج إليه في قطاعات كثيرة حيث يبقى وكيل الوزارة في الظل لسنوات وربما للتقاعد دون أن تكون له مشاركات ولقاءات إعلامية وحضور جماهيري وقد يكون مجهولاً لدى وسائل الإعلام...
الروح التي ظهر بها الوزير بالغنيم كانت وثابة ونشطة نتمنى أن تنعكس على وزارته التي تعيش في رباط وثيق مع وزارات: المياه، الصحة, التجارة، والبلديات.. فهل ينجح الوزير في تمييز وزارته واستقلالها وفك الاشتباك ليتبين للجميع المهام الدقيقة والواضحة بدلاً من التداخلات حتى مع الهيئات مثل: حماية البيئة والبنك الزراعي، والغذاء والدواء، والمواني...
أما ما يتعلق في الحوار نفسه فإن رئيس التحرير يدرك حقيقة أن الزملاء في التحرير وكتاب الرأي هم في الواقع مشاريع إعلامية متعددة لديهم وسائلهم وأدواتهم غير النشر الصحفي في الجريدة لأن من بينهم أو جلهم من المغردين في التويتر, ومن المدونين, ومن المحللين في المحطات الفضائية, ومن الراصدين في الإنترنت, ولهؤلاء أسئلتهم واستفساراتهم التي قد لا تكون على (هوى) ورغبة الضيف... وواجبه الحواري يتطلب منه تنويع الأسئلة والأشخاص والابتعاد عن القضايا و(المطولات) مما يتطلب أن يكون الضيف على دراية بمحاوريه ومنهجية التعامل معهم في إجابات دقيقة وموثقة وتقوم على الأرقام والبيانات، فهي إذن مسؤولية ومعادلة صعبة فرضها الإعلام الجديد والتغيرات في الفكر الإداري مع مد الربيع العربي وتأثيره على الأداء.