|
بقلم - روبرت سي بوزن:
يُعتبر التغيير دائم الوجود في معظم جوانب حياتنا. وبالنظر إلى عالم الوظائف وحده، من المرجح أن نبدّل وظائف أكثر مما نتوقع خلال مسيرتنا المهنية. وفي دراسة أجريت مؤخراً، كشفت إحصاءات مكتب العمل الأميركي أن الأميركي العادي المولود ما بين 1957 و1964 بدّل 11 وظيفة ما بين سن الثامنة عشرة والسادسة والأربعين – بمعنى أنه كان لديه رب عمل جديد كل سنتين ونصف السنة.
فكيف يمكن الاستفادة من العالم السريع التبدّل؟ لا يجدر بك أن تحفر مسيرتك المهنية في الحجر، وإلا فستكون عرضة لأحداث خارجية خارجة عن سيطرتك. وفي الوقت ذاته، وإن تعقبت على الدوام الوجهة التي تعصف فيها الرياح، فستطير معها وحسب. فكيف تعتمد التغيير وتستمر في الدفاع عن أمر محدد؟
اعتماد التغيير:
عزز خياراتك إلى أقصى الحدود مع كل خطوة تخطوها في سياق مسيرتك المهنية، لتكون مستعداً لإظهار رد فعل على كل ما يرميه العالم في وجهك. وكن قادراً على استباق الأمور. وفي مقر عملك الحالي، تطلّع إلى فرص النمو التي لم يتم استغلالها ضمن مؤسستك. هل تستطيع توسيع نطاق قاعدة عملائك؟ أو ربما استعمال حوسبة السحابة بطريقة جديدة؟
وكذلك، كن متقبلاً للغموض. وبغضّ النظر عن طبيعة عملك الحالية، بإمكانك اتخاذ قرارات أذكى إن اعترفت بأن المستقبل مجهول ضمنياً.
الدفاع عن قضية:
مع أن التغيّر يطغى على عالمنا، بقي مبدآن على حالهما طوال قرون: العوامل الأساسية الاقتصادية، والمصداقية الشخصية.
في كل جيل، يبدو أن مجموعة من الشركات تتجاهل الحقيقة الاقتصادية الأساسية للربح والخسارة. وفي أواخر تسعينيات القرن العشرين، كان الأمر صحيحاً بالنسبة إلى الشركات عبر الإنترنت، التي خرج عدد كبير منها من سوق العمل. واليوم، قد تلقى مجموعة من شركات التواصل الاجتماعي المصير ذاته. وفي حين أن العائدات المتنامية والأفكار الجذابة قد تستقطب اهتمام العموم، لا يمكن للشركات أن تصمد في النهاية، إلا في حال حققت أرباحاً.
وبالطريقة ذاتها، سيعطي أصدقاؤك وزملاؤك وأرباب عملك وعملاؤك أفضلية كبرى لمصداقيتك وسمعتك. وكان وارن بافت محقاً عندما قال: يتطلب بناء سمعتك عشرين عاماً، وتكفي خمس دقائق لتدميرها». ومن الضروري جداً أن تحدد لنفسك مبادئ سلوكية تعتمدها منذ البداية.
وباختصار إذا، كن مستعداً لتعلّم مهارات جديدة، والاستفادة من توجهات جديدة، والتكيف مع أزمات غير متوقعة – وإن لم تفعل، فستُترَك في الخلف. ولكن إياك أن تخسر يوماً تركيزك على العوامل الأساسية الاقتصادية ومصداقيتك الشخصية.
- (روبرت سي بوزن كبير محاضرين في مادة إدارة الأعمال في كلية «هارفارد» للأعمال. ويحمل أحدث كتبه عنوان «الإنتاجية القصوى: عزز نتائجك وقلص ساعاتك» Extreme Productivity: Boost Your Results, Reduce Your Hours).