تحاول بعضُ الأنفاسِ الخبيثة والأقلامِ المفخّخة بفتنة الجهْل والدجل في بعض أمصار الغرب، الأمريكيّ منه والأوروبي، تحاولُ الربطَ بين بلادنا الغالية وقبح الإرهاب إفْكاً وعُدواناً، مستشهدةً بكارثة الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، التي شارك فيها نفرٌ من شباب هذه البلاد خدعتْهم نزعةُ التشدّد الديني، فاصطادَهم عملاءُ الشيطان من جنسيات أخرى تغْرِيراً، وأوهمُوهم أن أقصَر طريقٍ إلى (جنة عَدْن) هو أن يُلقِي المرءُ بنفسِه في أتُون الموتِ وسَط أحد بُرجَيْ منهاتن*!
***
وتعليقاً على ما تقدم أقول:
أولاً: أن الذين يتهمُون المملكةَ بمناصَرة الإرهاب، ويحاولُون ابتزاز هذا الموقف أو المزايدةَ عليه قومٌ لا يفْقَهُون الحيثيَاتِ التي تمارس المملكة من خلالها دورَها السياسي والإنساني الفاعل في الداخل والخارج، وإلاّ:
فهل يُعقَل أن تُناصرَ المملكة العربية السعودية الإرهابَ وهي التي تحكّم كتابَ الله الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه؟!
***
هل يُعقَلُ أن تُناصرَ بلادُنا الإرهابَ وهي التي تحتَضنُ أقدسَ بُنى الأيمان والأمن والسلام في الأرض، وتحرص أن ترسُمَ بالقول والفعل، صورةً مشرقةً ومشرَّفةً للإسلام الذي حرّر الإنسانيةَ قبل (14) قرناً ونصف القرن تقريباً من رقّ الجاهلية وجاهلية الرقّ انتصَاراً لكرامةِ الإنسانَ وعفَتهِ وآدميّتهِ!؟
***
هل يعقلُ أنْ تناصرَ بلادُنا الإرهابَ.. وهي التي لم تَسلْمْ من فتْنته وأذاه داخل أراضيها عبر ما يفعله بعض السفهاء من أبنائها.. أو من الوافدين إليها؟!
هل يُعقلُ أن تُناصرَ المملكةُ الإرهابَ وهي التي جَنَّدتْ لمقاومته كلَّ قواها وطاقاتها سياسية وماديةً ومعنويةً وإعلامية وإجرائيةً وعلى كل الصُّعد، وأعلنتْ وقوفَها التام مع المتضررين منه، والمناهضين له؟! لا بل إنّها مارست فضيلةَ (العفو عند المقدرة) إزاءَ المغرّر بهم من أبنائها، ممّن ثابُوا إلى رشدهم وتابوا وكانوا نادمين على ما فعلوا، فأُخْليَ سبيلهُم ليْلتَحِقُوا بركب الحياة والأحيْاء أحراراً؟!
هل يعقل أن تتحمل بلادنا، حكومةً وشعباً، أوزارَ العبث الصبياني الذي يأتيه السفْهاء من الناس، بذريعة (جهادية) يبرأ الجهاد الحقيقي منها؟!
***
ثانياً: إن مهمَة الذّود عن الإسلام والفصْل الحاسم بينه وبين ما يأتيه بعضُ السفهاءَ من المسلمين من عَبَث في القول أو العمل ليستْ حُكْراً على المملكة فحسب، بل يجب أن تشَاركَها في ذلك كلُّ الشُّعوب والحكومات الإسلامية والجاليات العربية والمسلمة حيثما كانت، عَبْر جُهْد إعلاميّ منهجيّ منظّم وفاعل، فالعدو في الضفة الأخرى قويّ إعلامياً عُدةً وعدداً، والصُّورُ الذهنية التي يروّجُها عن الإسلام والمسلمين، والعروبة والعرب.. تتراكَمُ يوماً بعد يوم، سواءً كانت مفتعلةً أو (مفبركةً) أو مختزلةً من وحي بعض الممارسات الحمقاء التي يأتيها بعض سفهاء المسلمين والعرب بين الحين والآخر، فيخلطون من خلالها الأوراق بين الإرهَابِ الصَّريح والمقاومة المشروعة لتحرير الأرض والإنسان، ويجرحون بذلك كرامتَهم، تاريخاً وهويةً وحضارةً، ويحْرِجُون أصدقاءَهم والمتعَاطفين معهم في كل مكان!
***
وبعد..،
فأسأل الله ربَّ العرش العظيم أن ينصر هذه البلاد على من يعاديها ويضمر الشر لها أو يظهره، وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وأن تأوي إليه أفئدة شبابه حباً وبذلاً وولاءً، أما من أراد منهم لبلادنا سوءاً فأشغله اللهم بنفسه واصرف عنها أذاه، إنك أنت القوي العزيز.