لكي أوضح عنوان هذه المقالة أقول: يا وزارة التربية لا تتركي المعلمين يواجهون صعوبات وتحديات مهنتهم لوحدهم، دون أن يجدوا من يقف بجانبهم ليقدم لهم الدعم المهني والنفسي الذين هم في أمسّ الحاجة إليه. في النظم التعليمية المتقدمة يتم عادة الاستعانة بمجموعة من المعلمين أصحاب الخبرة الكبيرة (غالباً متقاعدون)، ليقدموا الدعم المهني والمعنوي للمعلمين (خصوصاً المبتدئين منهم).
هؤلاء الخبراء (Veterans) لهم تجربة ثرية وعميقة في مجال التعليم، ومن الغباء (ركنهم) وعدم الاستفادة من تجربتهم التعليمية العظيمة، خصوصاً وأن بعضهم لا يساومون على الدخل لقناعات لديهم.
من خبرتي الشخصية أرى أن المعلمين الجدد بعد دخولهم الميدان التعليمي يتم نسيانهم، وبمرور الزمن يدخلون مرحلة تكلس وتشرنق وبيات شتوي طويل وجفاف مهني خطير ينعكس سلباً على ما يقدمونه لطلابهم.
المقترح المطروح الآن هو: لماذا لا يتم في كل منطقة تعليمية اختيار نخبة من المعلمين المتقاعدين (وفق معايير يتفق عليها) ممن هم على درجة عالية من التمكن التربوي والأكاديمي، ثم يوضع لهم برنامج يقومون من خلاله بتقديم دعم مهني لمعلمي المنطقة، خصوصاً المبتدئين منهم.
هؤلاء الخبراء سيرحب بهم المعلمون لكونهم لا يستهدفون تقييم أداء المعلم أو مساءلته، بل مساعدته فقط.
أرجو ألاّ يقول أحد ما الداعي لذلك في وجود المشرفين التربويين، وأنا أقول بدوري هذا الأمر ليس صحيحاً على إطلاقه، وإن أردتم الدليل تحققوا من مدى استفادة المعلمين مهنياً من المشرفين التربويين.
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود