لم يكن وضع البرامج الرياضية في تغطيتها لدورة الخليج الحالية طبيعياً البتة.. فقد كانت برامج محتقنة.. وتصيب المشاهد بالغثيان.. وفيها مشادات لا تحدث حتى بين أطفال الحارة عندما يتخاصمون على لعبة..!!

الاختلاف في الآراء أمرٌ طبيعي أن يحدث بين الضيوف.. فلكل طرف وجهة نظره التي يجب أن تُحترم.. ولكن أن تخرج هذه البرامج دون استثناء.. بصورة تسيء للذوق العام.. وتشوه مجتمعنا الخليجي.. فهذا أمر مرفوض.. ولا يقبله المنطق..!!

الإخفاق من قِبل البرامج الرياضية.. أمرٌ كان متوقعاً.. قياساً بما كانت تقدمه من خلال الدورات السابقة.. غير أن الإخفاق هذه المرة كان أكبر مما كنا نتوقع ونتخوف..!!

كان الأمل أن يتبدل الوضع.. وأن تكون الحوارات والبرامج راقية.. وترضي الأذواق كافة.. ويستمتع بها المشاهد.. ويفاخر بها الإعلام الخليجي.. على اعتبار أن الإنسان يستفيد من تجاربه.. ويتلافى أخطاءه.. لكن كل الذي شاهدناه.. دلل على أن مسؤولي البرامج لا يزالون يلعبون لعبة مكشوفة.. بجلب الثرثارين.. ومن امتلأت قلوبهم بالحقد..!!

ووفق هذا النهج.. فقدت البرامج احترامها.. وتقديرها.. ومصداقيتها.. والغريب أن أكثر من يمارسون (الثرثرة) والهذيان غير المجدي.. وإخفاء المعلومة الصحيحة.. والبُعد عن الواقع.. ومهاجمة الآخرين.. والتناقض الواضح في تحليل المباريات.. يمارسون الأستاذية.. معتقدين أنهم الأكثر فهماً في الكرة والمباريات.. مع أنهم أبعد ما يكونون عن ذلك.. وأعان الله المشاهد على تحمل كل ما يقوله نقاد آخر زمن..!!

الأزرق ليس صعباً..!

نعرف الظروف المحيطة بالمنتخب.. نعرف أنها ظروف صعبة.. ونعلم حجم الضغوطات التي تواجه لاعبينا.. ولكن نتمنى أن يتجاوز لاعبونا كل ذلك.. وأن يكونوا أهلاً للمسؤولية الكبيرة التي يحملونها..!

ومنتخبنا.. وهو يلعب اليوم لقاءه الحاسم مع الكويت.. قادر بعزيمة وإصرار لاعبيه على تجاوز (الأزرق)، والفوز لن يكون صعباً.. إذا ما درسنا أخطاء اللقاءين السابقين.. وكان لاعبونا كما عهدناهم في المواقف الحاسمة..!

الصورة الفنية للمنتخبين السعودي والكويتي.. واضحة.. ومكشوفة.. بعد أن خاض كل منتخب مباراتين.. وفي اعتقادي أن المنتخب الكويتي ليس بمقدوره تقديم أفضل مما قدم من خلال اللقاءين السابقين.. فهو قدم كل ما يملك.. عكس منتخبنا الذي بإمكانه أن يظهر بصورة فنية أفضل مما قدم أمام العراق ثم اليمن..!

هناك.. ملاحظات تفرض أسئلة على ريكارد.. حول الانسجام.. وتحركات اللاعبين.. وغياب صانع اللعب الحقيقي.. وتجاوز كل ذلك ليس صعباً، وبالذات إيجاد صانع اللعب.. فيحي الشهري بإمكانه حل تلك الإشكالية لو أشركه الهولندي أساسياً بجانب سالم الدوسري.. واللعب بطريقة متوازنة دفاعياً وهجومياً.. بمعنى أن لا يكون هناك تحفظ دفاعي مبالَغ فيه.. ولا هجوم بتهور.. يضيع المباراة من بدايتها.. كل الأماني أن يتجاوز منتخبنا الظروف كافة.. وأن نسعد بفوز الأخضر اليوم.