|
الجزيرة - سعد العجيبان:
أكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن همة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- اتجهت إلى الإفادة مما لدى المرأة للمزيد من تفعيل إسهامها في القرار الوطني، لكونها تتمتع في مجالها واهتمامها وتخصصها برؤية تستحق الدراسة وتداول الرأي حولها، كما كان لأسلافها من عهد الرعيل الأول إلى اليوم. وبين آل الشيخ أن تجربة الشورى مع مرئيات المرأة ودراساتها وإسهاماتها المتعددة كمستشارة كانت ناجحة واحتاج الأمر إلى أن تكتمل هذه المشاركة بإبداء الرأي كصوت ليضاف لصوت البقية ممثلاً في نهاية المطاف بالإجماع أو الأكثرية رؤية المجلس في نطاقه الشوري المعروض على ولي الأمر. ومضى آل الشيخ قائلا : وكما هو منهج هذه البلاد في احترام هويتها الشرعية، فقد تضمن الأمر الملكي الكريم بمشاركة المرأة كعضو في المجلس ضمانات شرعية قوية تكفل خصوصيتها واستقلالها التام عن الرجال وهذا مطلب شرعي لا بد منه فالمرأة في المجلس سيكون لها هذا الاستقلال التام عن الرجل بدءاً من دخولها وانتهاء بخروجها. وأشار إلى أن الطاقم النسائي العامل مع عضوات الشورى في مكاتبهن يتمتع بذات الخصوصية والاستقلال، ولن يكون لها مع أي من الأعضاء الرجال ولا العاملين من الرجال في المجلس أي تواصل مباشر مطلقاً، وفي هذا تحقيق للمصلحة الشرعية بمشاركة المرأة في عضوية المجلس مع الأخذ بكافة الضمانات في ضوابط هذه المشاركة من الناحية الشرعية. وتطرق آل الشيخ إلى ما للمرأة في الإسلام من حضور فاعل في الرأي والاجتهاد، مبيناً أن المرأة في عصرنا اليوم قد من الله عليها بالحصيلة العلمية المتميزة والاهتمام الدقيق في العديد من الموضوعات والقضايا وخاصة ما يتعلق بشأن المرأة ولدى العديد من المتخصصات من النساء دراسات وآراء ذات بعدي تحليلي ومسحي في غاية الأهمية كما يتضح لنا مما قدمه العديد من المستشارات في المجلس في السابق وكان لتبادل الرأي حول ما قدمنه فوائد كبيرة فإن الأمر يترسخ تأكيداً على أهمية تطوير هذه المشاركة والعناية بها بضماناتها الشرعية القوية التي حفل بها الأمر الملكي الكريم وسنطبقها بعون الله بما يكفل الخصوصية التامة للمرأة. وشدد آل الشيخ على أن مسيرة مجلس الشورى في المملكة تعتبر أنموذجاً متميزاً للشورى الإسلامية في التأسيس اختياراً والمنطلق عملاً، لتأتي في سياق المرتكزات والثوابت الشرعيةالتي قام عليها كيان الدولة. وقال: إن المملكة وهي شديدة الحرص على هويتها وخصوصيتها التي ميزها الله بها في سلوك المنهج الشرعي الحنيف في كافة شؤونها ترى من سداد الخطى التمسك بهذه الصيغة الإسلامية في استطلاع الرأي الوطني مجموعاً على صعيد واحد في رؤية نخبته ذات التخصص والتميز في عدد من التخصصات العلمية والمجتمعية والمنهجية، فضلاً عن التجارب الطويلة التي يتمتع بها جملة من الأعضاء، علاوة على تعدد الاتجاهات والرؤى في التحليل العلمي والتصور الوطني. وأكد أن هذه الرؤية الرحبة في الاختيار والاستقطاب أعطت المجلس مساحة كبيرة في اتجاه التنوع الإيجابي والمثمر، فقرار المجلس فيما يتوخاه من تحقيق مصلحة الوطن والمواطن (حسب وجهة نظره ) يمثل في توصيفه الدقيق رؤية النخبة الوطنية التي تم اختيارها بعناية ولذلك نجد الجميع على قناعة بأن المجلس منذ تأسيسه إلى اليوم يحفل بقامات وطنية على مستوى الكفاءة والمسؤولية في تقديم الرأي الوطني في العديد من الموضوعات.