يشهد العالم تدفقاً مذهلاً للمعلومات حتى إن المختصين في الإعلام والمعلوماتية يؤكدون أن حجم المعلومات المنتجة في المرحلة الراهنة من التاريخ أكثر مما أنتجه الفكر البشري منذ ظهوره!
وذلك يعود للتداخل الكبير في مجالات الحياة العصرية واتصاف الحياة اليوم بنمط الإنتاج المعرفي، حتى إن الدول تتنافس في صناعة المعلوماتية وتعتبر مكاسب العقول المفكرة والمنتجة أهم من المكاسب المادية أو كسب مزيد من الأراضي والمساحات.
والمسؤول أو صانع القرار في أي جهة كان لا يملك القدرة على الحراك المؤثر والآمن دون أن يمتلك المعلومات ويقدر قيمتها ويولي الأكفاء عملية جمعها ثم فرزها ثم تصفيتها ثم دراستها واتخاذ القرار بناء عليها.
إن تقديم المعلومات وتوفيرها لصناعة القرار تتحول إلى مجال كبير للفساد أو محاربته! فحجب المعلومات عن المسؤول يعد خيانة للأمانة كما أن الانتقائية والفلترة خيانة أخرى!
اكتمال المعلومات وصحتها ووصولها للمسؤول هي مهمة حساسة جداً لا بد من مراعاة الله سبحانه فيها ثم مراعاة مصالح الناس والوطن؟؟!!
كما أن المسؤول نفسه ملزم أن ينوع مصادره المعلوماتية وعليه أن يتحاشى تهميش أي معلومة مهما بدت غير مهمة لأنها قد تسهم بعد اكتمالها في صناعة قرار إصلاحي وعادل في جهته.
بعض صناع القرار في وزاراتنا لا يلتفتون لقيمة المعلومات ولا يبحثون عنها ولا يملكون من حس المتابعة والاهتمام بما يستجد، ما يجعلهم على بينة ودراية بالواقع ثم بالمستجد ثم بما يفترض أن يكون، وهذه مراحل مهمة لا يمكن لصانع القرار تجاهلها إذا كان يتطلع لإحداث تغيير وتطوير يتوازى مع طموحات المجتمع والوطن فيه.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah