** المتابع لكثير من الكتاب ووسائل الإعلام يشعر أن اللغة السائدة هي لغة النقد وكأننا لا نرى سوى النصف الفارغ من الكأس، مع أن هناك الكثير من الإيجابيات التي تستحق أن تنال جزءاً من الذكر في خضم هذا الزخم الهائل من النقد الذي لا ننكر أن بعضه أو أكثره في محله، إلا أننا لا يمكن أن نجزم بأن كل ما يذكر من نقد هو صحيح أو خال من المبالغة.
** النقد الهادف الصادر بصدق وبمنظور عادل جزء من المشاركة في خدمة الوطن، ويجب تقبل كل الجهات مثل هذا النقد الإيجابي دون تأويلات أو صرفه عن هدفه الأساسي لأنه يمثل أحد قنوات التقويم التي يمكن أن تفيد الجهة محل النقد، ويجب أن تستوعب كثير من الجهات ثقافة تقبل النقد والاستفادة منه، فليس هناك جهة إلا ولديها شيء من القصور قلّ ذلك أو كثر.
** أيضا في المقابل يفترض بمن يمارس النقد عبر الإعلام وهنا، أعني الكاتب الصحفي أن يمارسه بحكمة وبعيد عن شخصنة الأمور أو تبني وجهات نظر لا تحقق عدالة الطرح الذي يجب أن يكون موضوعيا وذا قيمة سامية من حيث الهدف العام المأمول من النقد.
** يقول أحد المسؤولين بأن البعض يمارس النقد لأن هذه الجهة أو تلك لم تلب له طلبا أو تؤمن له خدمة شخصية، وفي مثل هذه الحالات يفقد النقد موضوعيته وحياديته التي يفترض أن تكون من سماته الأساسية، ومن المؤكد أن مثل هذا التناول لا يليق، ليس لأن فيه انتقاد وإنما من حيث الدافع والهدف، وهنا حري بالجهة التي تتعرض لمثل هذا النوع من -الابتزاز إن صحت تسميته- لأنه افتقد الموضوعية وبني على أمور ومصالح شخصية، أن تكشف كل التفاصيل لا أن تركن إلى الصمت.
alonezihameed@@alonezihameed تويتر